يبدو أن الآلة الإعلامية المعادية لمصر فى الخارج ليست سعيدة على الإطلاق ب «العرس» الإفريقى الذى تشهده الأراضى المصرية خلال أيام، وهو بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم. فمن الواضح أن هناك اتجاها لإطلاق حملة إعلامية سلبية ل «شيطنة» البطولة المقبلة، التى ستتحول مصر خلالها إلى عاصمة كروية لإفريقيا، ومحط أنظار العالم بأسره، لمتابعة نجوم القارة الإفريقية فى اللعبة، والذين سيتألقون ويلمعون فى رابع أقوى بطولة كروية فى العالم بعد المونديال وكأس الأمم الأوروبية و«كوباأمريكا». ولا ريب أن الاستضافة الناجحة لهذه البطولة فى مصر «يؤرخ» لعودة الاستقرار واستتباب الأمور وتحسن الأوضاع فى مصر من مختلف النواحى، وبخاصة الأمنية والاقتصادية، وهو ما لا يعجب كثيرين من هواة البحث عن أى وسيلة أو معلومة أو شائعة أو خطأ يستغلونه فى «التنغيص» على المصريين والأفارقة فرحتهم بهذا الحدث الكبير. ظهرت ملامح النيات السيئة بوضوح من خلال تقرير أقل ما يقال عنه إنه «بلا عنوان»، و«مفتعل»، بثته وكالة «رويترز»، رأس حربة الإعلام المعادى للدولة المصرية، وذلك بتاريخ 29 مايو 2019، تحت عنوان «تشكيل لجنة أمنية من أجل كأس الأمم الإفريقية»، حول تصريح «شارد» صادر عن أحمد أحمد رئيس الاتحاد الإفريقى لكرة القدم «الكاف» فى سياق غير مفهوم ولا مبرر، قال فيه إنه تم تشكيل لجنة خاصة للتعامل مع «المخاوف الأمنية» فى بطولة الأمم بمصر. ونقلت الوكالة عن رئيس الكاف قوله هذا الكلام العابر خلال زيارة له إلى جنوب إفريقيا استغرقت يومين، قبل أزمة التحقيق معه فى فرنسا، غير أن قراءة تصريح رئيس الكاف جيدا حسبما ذكرته رويترز، يكشف لنا كيف أن «رويترز» عملت من الحبة قبة، واستغلت كلمات لا معنى لها من جانب أحمد أحمد لتوصيل رسالتها السلبية عن المخاوف الأمنية المفتعلة الخاصة بالبطولة. فقد قال أحمد أحمد بالحرف الواحد: «يمثل الأمن مشكلة كبيرة فى العالم، أى أنها لا تقتصر على مصر».. وانتهى كلام الرجل عند هذا الحد! ولكن «رويترز» صنعت تقريرا طويلا عريضا من هذا التصريح أوردت فيه ما تريده من عبارات لا هدف منها إلا تشويه صورة البطولة من قبل أن تبدأ. فقد ذكرت بدون أى مناسبة أن ما لا يقل عن 12 شخصا أصيبوا عندما وقع انفجار فى أوتوبيس كان يقل سائحين معظمهم من جنوب إفريقيا فى القاهرة منذ فترة. وتابعت الوكالة تقول إن العبوة الناسفة البدائية الصنع كانت تحتوى على مسامير وقطع من معدن، وانفجرت بالقرب من المتحف المصرى الكبير، علما بأن هذا الحادث كان صغيرا للغاية، ووقع قبل تصريح رئيس الكاف بعشرة أيام على الأقل، ولكنه «إدمان التهويل» الذى وقعت رويترز فى غرامه منذ زمن! وأشارت الوكالة أيضا إلى أن وزارة الداخلية المصرية أعلنت أخيرا عن تخطيط حركة «حسم» التى وصفتها رويترز ب «المتشددة» لشن مجموعة من الهجمات فى البلاد «تخلق أجواء من الفوضى»، وكأن الداخلية الآن أصبحت «زى العسل» بالنسبة لرويترز، التى لا تهتم فى عمليات إرهابية سابقة بإبراز بياناتها ولا تصريحاتها، وتكتفى بالنقل عن مصادر تابعة للمنظمات الإرهابية فقط! واختتمت الوكالة تقريرها بالإشارة إلى أن تحقيقا أجرته «رويترز» الشهر الماضى توصل إلى «قيام قوات الأمن المصرية بإطلاق النار على مئات الأفراد المشتبه فى أنهم متشددون، مما أسفر عن مقتلهم، فيما وصفته وزارة الداخلية وقتها بأنها عمليات تم خلالها تبادل إطلاق النار، إلا أن أسر القتلى أكدوا أن ذويهم قد لقوا مصرعهم فى عمليات الإعدام خارج القانون»!! وهنا تأتى كمية أخطاء بالجملة، إذ حولت رويترز نفسها إلى جهات تحقيق فى حدث يتعلق بدولة ذات سيادة، ويفترض فيه أن تستقى الوكالة «المحترمة» فيها معلوماتها من السلطات الرسمية التابعة لهذه الدولة، وليس من أى جهة أخرى مشبوهة، أو غير معروفة! كما عاودت رويترز خطأها التقليدى فى وصف إرهابيين مسلحين بأنهم مجرد «متشددين»، وكأن المهنية والموضوعية تقتضى المساواة بين القاتل والمقتول، واستقاء المعلومة من مصادر خارجة عن القانون، وتحمل السلاح للإضرار بأمن الوطن، والغريب أن هذه العناصر التى تدافع عنها الوكالة وتستقى منها معلوماتها، هى نفسها التى تعترف الوكالة فى سياق تقريرها بأنها تهدد بطولة الأمم الإفريقية أمنيا! ستنجح بطولة الأمم الإفريقية، وستمر بدون مشكلات أمنية، وستكون كعادة مصر دائما- واحدة من أنجح البطولات فنيا وتنظيميا وجماهيريا وأمنيا أيضا، ولن تفلح التقارير الإعلامية الركيكة لرويترز وغيرها، والتى تصل لدرجة التخويف، والتشويه المتعمد، بل ربما انتظار حدوث ما هو سيئ بشغف ونهم، فى «ضرب» البطولة، ولا فى استمتاع المصريين وأشقائهم الأفارقة بهذا الحدث، الذى سيكون فرصة ذهبية يرى فيها الملايين بأعينهم ما وصلت إليه مصر من استقرار وتقدم، رغم أنف الإرهاب، والحرب الاقتصادية، والأبواق الإعلامية الداعمة للإرهاب، والتى ستبدو طوال أيام البطولة كعواجيز الفرح!!