بمجرد أن تظهر راقصة الفلامنكو وتبدأ طقوس رقصتها التاريخية، تخطف الأنظار بقوامها وشموخ رأسها ونظرتها العالية ربما لتدارى ألما تعبر عنه الخبطات المتسارعة المتتالية لقدميها على الأرض ..بين الفواصل تخطف القلوب بصرختها.. «أولليه». بعض الروايات التاريخية سبرت شيئا من أغوار لغز الفلامنكو حين قالت إن هؤلاء الراقصين كانوا فى الأصل فلاحين وسلبت منهم أراضيهم فهاموا فى الأرض مع الغجر، يرقصون ويحكون قصتهم. كثيرون قد لا يعلمون أن الثقافة العربية طبعت الكثير على أهل الفلامنكو عندما كانت الأندلس عربية .. حتى إن كلمة «أولليه» قد تكون محاكاة لكلمة «الله» التى يصرخ بها الذائبون فى حلقات الذكر.
وحتى اليوم ، وبعد مرور كل هذا الزمن مازال راقصو الفلامنكو يحملون صفات الفلاحين فى كبريائهم و الغجر فى ترحالهم .. ومن المقرر أن يقام مهرجان للفلامينكو فى «نيو مكسيكو سيتي» الشهر الجارى فى واحد من أهم فعاليات تعريف العالم بقصة ورقصة الفلامنكو التى تنطلق دائما من اسبانيا لجميع أنحاء العالم.