ينبغى أن تحظى الدراسة، التى خلصت إلى أن جرائم الكراهية ضد المسلمين فى شمال غرب إنجلترا انخفضت منذ انضمام اللاعب المصرى محمد صلاح إلى فريق ليفربول، باهتمام تستحقه فى الدراسات الاجتماعية. الدراسة، التى أجرتها جامعة ستانفورد، أظهرت أن أداء صلاح المتميز، وسلوكه الإنسانى الراقى، أسهما فى تغيير نظرة نسبة كبيرة من سكان مقاطعة ميرسيسايد التى تقع مدينة ليفربول ضمن حدودها الإدارية «راجع: الأهرام فى 3 يونيو الحالى». ومن الطبيعى أن يكون التغيير أوسع نطاقاً فى أوساط جمهور ليفربول. وفضلاً عن مكانة جامعة ستانفورد، تعود أهمية الدراسة إلى طبيعة التركيب الاجتماعى فى مقاطعة ميرسيسايد، إذ يمثل الإنجليز البيض أكثر من 97% من سكانها البالغ عددهم نحو مليون وأربعمائة ألف، ولا يوجد فيها بالتالى سوى عدد قليل من الأقليات، الأمر الذى يقلل فرص التفاعل الإيجابى الذى يتيح لأفراد ينتمون إلى أصول وأديان مختلفة أن يعرف بعضهم البعض بطريقة مباشرة، لأن التعارف هو السبيل الذى لا بديل عنه لاختبار ما يُقال عن معتنقى دين أو آخر، أو المنحدرين من هذا الأصل أو ذاك. وكلما قلت هذه الفرص، ازداد الميل إلى تكريس صورة نمطية مسبقة عن الأقليات0 وينبغى أن تشجع هذه الدراسة على إجراء بحوث جديدة حول تأثير الرياضة فى العلاقات بين فئات المجتمع المختلفة، لمراجعة اتجاه قوى فى العلم الاجتماعى يعتبر هذا التأثير سلبياً فى الأغلب الأعم، ويذهب إلى أن كرة القدم بصفة خاصة تحولت إلى مجال يسوده التعصب والتطرف والغضب نتيجة التوسع المتزايد فى استخدام وسائل التواصل الاجتماعى ساحة للتشاحن، ونشر الكراهية المتبادلة. ورغم وجود مشاعر كراهية حادة فى مجال الرياضة، وفى كرة القدم خصوصاً، ينبغى التمييز فى هذه المشاعر بين مواقف مرتبطة بصراعات بين أندية، وأخرى متعلقة بنفور تجاه أديان أو أعراق. ومن أهم ما ينبغى بحثه، فى ضوء هذه الدراسة، فرضية مفادها أن العلاقة بين كرة القدم وكراهية الآخر الدينى قابلة للتغيير بدرجة أكبر من العلاقة بين الرياضة وكراهية أندية أخرى تحول التنافس معها إلى صراع حاد على مدى فترات طويلة. لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد