كتب المعلومات تناقش بالمعلومات وليس بالآراء السابقة التجهيز التى تنطبق من أرضية مواقف أيديولوجية أو تآمرية أو رغبة مستعرة لاستغلال بعض الوقائع فى تأكيد نظريات قديمة تخدم التضاغطات الإقليمية أو الدولية حول دولة أو مجموعة دول فى توقيت بعينه.. بهذا المعنى نظرت إلى الكتاب الجديد للصديق مصطفى بكرى (خاشقجى أم المملكة.. الحقيقة الغائبة) الصادر منذ أيام، فهو ليس نصا دعائيا يخدم سياسة السعودية ولكنه نص تحقيقاتى زاخر بالمعلومات التى ينبغى أن تناقش، قبل أن يذهب البعض بعيدا عن الحقيقة تأثرا بما شاع وذاع فى بعض وسائل الإعلام العربية أو الدولية وترديدا له، أو انسياقا وراء موقف تقليدى يناصب العداء لكل شىء سعودى. المعلومات تناقش بالمعلومات وليس بالهلضمة، وتبين حدود الأدوار التركية والقطريةوالأمريكية فى الملف يصبح ضروريا على كل من يريد إصدار حكم صحيح، ولا ننسى أن العلاقة كانت متوترة بين الرئيس ترامب والأمير محمد بن سلمان ولى عهد المملكة لرفض الأخير التجاوب مع عمليات الابتزاز التى كان يمارسها الرئيس الأمريكى للسعودية ودول الخليج، كما لا يمكن إغفال أدوار لعبتها الميديا الدولية وبالذات ذات الصلات بقطر مثل الجارديان أو بمؤسسات الدولة العميقة الأمريكية مثل الواشنطن بوست والنيويورك تايمز والسى. إن. إن فى محاولة تصوير عملية قتل خاشقجى على أنها من تدبير ولى العهد السعودى، لا بل وإظهار جمال خاشقجى نفسه على أنه أحد شهداء حرية الرأى والتعبير، بينما يظهر الكتاب جوانب من تآمره على المملكة سواء بتشكيل كتائب إلكترونية من المعارضين بغرض قلب نظام الحكم، أو بعلاقات تبدو عضوية مع السلطات الحاكمة فى كل من قطروتركيا، ومن خلال المديرة التنفيذية لمؤسسة قطر الدولية، ماجى ميتشيل سالم (مساعد السفير الأمريكى السابق فى تل أبيب)، وهى باعترافها التى كانت تملى خاشقجى بعض الأفكار التى يضمنها مقالاته فى واشنطن بوست.. لقد رأيت جمال خاشقجى عدة مرات حين كان يعمل فى صحيفة (الحياة) التى كنت أدير مكتبها فى القاهرة، ولم أرتح إليه على وجه الإطلاق لذلك السمت الإخوانى الواضح فى خطابه وأفكاره.. قصة خاشقجى ومحاولات استهداف المملكة تركياًوقطرياً وأمريكياً فيها العديد من الأسرار التى يحتوى كتاب مصطفى بكرى تفسيرات لها والذى حين نريد مناقشة أفكاره فلنناقشها بالمعلومات. لمزيد من مقالات د. عمرو عبدالسميع