تزاحمت على رأسى أفكار عديدة خلال إجازة العيد بعد أن شاهدت على إحدى الشاشات الفضائية تقريرا شاملا لسلسلة الزيارات الميدانية التى قام بها الرئيس السيسى لعدد من المشروعات الكبرى خلال الفترة الأخيرة والتى عكست – فى اعتقادى – واقعا صادقا لحجم وسرعة دوران عجلة البناء والتنمية التى تستهدف صنع سباق مع الزمن لتلبية المطالب والاحتياجات المشروعة لشعب مصر. والحقيقة أنه من الصعب على أى كاتب مهما بلغت حرفيته أن يختصر مسيرة بناء وتنمية واستقرار وطن فى مثل هذا الحيز المحدود لعمود يومى، ولكننى سأحاول الاجتهاد فى إطار الفهم الصحيح لمعطيات ورشة العمل الوطنى التى تعمل ليل نهار رغم ما يواجهه الوطن من تحديات الحرب ضد الإرهاب وما تفرضه أوضاع الإقليم من تحديات إضافية مرتبطة بمتغيرات وتعقيدات عميقة فى اللعبة الإقليمية التى تحركها مطامع القوى الدولية. إننى أستطيع أن أقول بكل الصدق وبكل التجرد أن مصر الآن تؤكد لنفسها وللآخرين حسن قراءة الواقع المحلى المتصل بالمتغيرات الإقليمية والدولية وهذا الواقع لم يعد يترك لنا فى مصر مجالا للاختيار سوى خيار وحيد هو العمل بأقصى طاقة ممكنة بما يتفق واحتياجات الحاضر وطموحات المستقبل، وفى هذا الإطار يمكن لأى مراقب محايد أن يفهم نشوء توجه سياسى واضح من أجل تهيئة الأجواء الملائمة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا لمزيد من التجديد فى البنية الأساسية بالتوازى مع المزيد من ساحات الاستثمار والتنمية ودون الالتفات لأي مزايدات يرفع فيها البعض شعارات عفى عليها الزمن وتجاوزتها التطورات المذهلة التى يشهدها العالم منذ بداية القرن الحالى فى الفكر الاقتصادى والعقائد السياسية. واسترجع شريط السنوات العجاف لا أعادها الله ويزداد يقينى – شأن كل المصريين – بأن الركيزة الأساسية التى يقوم عليها أى بناء سياسى وتنموى وإنتاجى هما ركيزة الاستقرار الذى أنعم الله به علينا بعد ثورة 30 يونيو 2013 ولم يفتح فقط مجالات البناء والاستثمار والتنمية فى الداخل وإنما أعاد لمصر مكانتها فى خريطة السياسة الإقليمية والدولية من خلال رؤية استراتيجية متعددة الأهداف بدءا من حماية الأمن القومى ومرورا بالقدرة على توظيف الدور المصرى لخدمة الأمة العربية والقارة الإفريقية والمنظومة الإسلامية استنادا إلى استمساك قوى بالثوابت الأساسية التى أكسبت مصر ورئيسها احتراما دوليا بفضل الوضوح فى عمق الالتزام بمباديء الشرعية الدولية والإسهام الصريح فى إرساء قواعد الأمن والسلم إقليميا وعالميا. باختصار.. مصر على الطريق الصحيح ولن يؤثر فيها حادث إرهابى عارض أو تآمر خسيس من جانب حلف الشر والكراهية المعادى لنا والذى يزداد حنقا وغيظا من صمود شعبنا الذى يمثل أقوى سلاح ضد الإرهاب وضد التآمر!. خير الكلام: من يطمع فى كل شيء يخسر فى النهاية كل شيء!. [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله