◘ أكتب وأنا أنتفض غضبا ودماء أبطال كمين العريش لم تجف بعد على تراب أرضهم دفاعا عنها.. أكتب عن حجم النذالة والإجرام والمحاولة الآثمة لقتل فرحة العيد فى قلوب المصريين التى تزيدهم صلابة وإصرارا وتلاحما مع جيشهم وشرطتهم وشبابهم الرائع الذى يواصل حمايتها من مخططات شياطين الأرض وأدوات وعملاء أعداء استقرارهم وأمنهم.. سلام على أرواح الشهداء ودمائهم الزكية التى تواصل صناعة المجد والنصر لبلادهم. ◘ «واضربوهن» كلمة وحيدة فى مجمل التنزيل الحكيم أوجعت روحى وعقلى وأنا صبية صغيرة أحاول فهم تعاليم وأسرار ديني، وآمنت أننى مع الإبحار أعمق والاستماع إلى علماء ثقاة سأصل إلى جوهر الأمر الإلهى وأنه يتنافى مع المفهوم التقليدى للضرب وايقاع الأذى بكرامة النساء وعدم إدراك قدرهن وعظيم قيمتهن وأدوارهن ومسئولياتهن الكبرى التى تتكامل وتصح الحياة بها. وأنه مصداقا لحديث رسولنا الكريم صلوات الله عليه «يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد دين هذه الأمة»، سيأتى التفسير الذى يتفق والثورة التى فرض بها الإسلام حماية المرأة من دفنها حية فى التراب أو دفنها فى أكفان عادات وتقاليد متخلفة وللأسف غاب التجديد وتمادى إهدار العقل والوعى وسيطرة التفسير الذكورى والاستبدادى والإمعان فى حجب عقل، ووعى المرأة، ودخل التخلف والتطرف فى صراع مع محاولات الاستنارة واستعادة ركائز صحيح الدين وفى مقدمتها الموقف من المرأة والتى شارك فيها المستنيرون من النساء والرجال.. كتبت كثيرا أن فى مقدمة مقومات الرجولة الحق هو إدراك واحترام المرأة ودعم قدراتها وشراكتها فى بناء الحياة والأجيال والأمن والسلام الاجتماعى والإنسانى وازدهرت دعوات مفكرين فى نهاية القرن ال19 واوائل العشرين لتعليم المرأة وكان المعتمد البريطانى فى مقدمة مناهضى الدعوة التى تبناها دعاة وجماعات التطرف وفكر ظلامى ينتسب ظلما للدين الحنيف وفى إطار حالة مؤسفة من تمادى الجهل والتخلف وتراجع الوعى ودعوات سلفية اخترعت وادعت ما لاعلاقة له بصحيح الدين وما يمتلئ به من احترام للعقل وللكرامة الانسانية دون تفرقة أو تمييز عادت تتمدد دعوات كان يجب أن نكون قد غادرناها من سنين مع نفض الميراث الثقيل والمهين للتخلف ومعاداة العلم والعقل وأهدار حقوق وكرامة المرأة .. من يصدق اننا مازلنا نحتاج الى التحذير من الأثار السيئة والسلبية لضرب.. الزوجات؟!! وأن يطالب فضيلة شيخ الأزهر المجامع العلمية والبرلمانات بإصدار تشريعات تجرم الضرب بجميع أشكاله.. فى أى عصر نعيش وهل بعد كل ما حققت المرأة من نجاحات علمية وإنسانية وبشرية حتى وسط أصعب الظروف يوجد من مازال يجرؤ على رفع يد عليها؟!! وليسمح لى فضيلة الإمام أن أسأل وأين دور الأزهر وواجب أن يكون صاحب موقف ودور حازم فى المطالبة بإصدار هذا التشريع وغيره من التشريعات التى سمح غيابها بارتكاب ما ارتكب واتهم به الإسلام من دعوات ومواقف متخلفة والتى دعت الرئيس إلى القول فى خطابه المهم فى احتفالية ليلة القدر إن الخطيئة الأكبر من موقف الغرب فيما يطلق عليه الاسلاموفوبيا هو ما صنعناه بأيدينا بأنفسنا!! ◘ وأعود من حيث بدأت فى ثقتى الكاملة فى أن دعوة الخالق عز وجل للضرب لم تكن بالمفهوم التقليدى لمن يستقوون بإذلال وكسر كرامة المرأة.. وللمعانى البعيدة تماما التى تحملها كلمة «ضرب» فى اللغة العربية استغيث بالتفسيرات الواردة فى لسان العرب لابن منظور والتى تجاوزت المائة تفسير وأقربها الى منطق العقل والفهم والبعد والابتعاد. ◘◘◘ مأساة أن تجلس أمام مسلسل تشدك بدايات مبشرة لتفاجأ بتحولات درامية مستفزة وساذجة ولايقبلها عقل ولامنطق. وتكتشف أن التحول الدرامى الحقيقى يحدث لك أنت رفضا واستنكارا لعدم احترام عقل ووقت ووعى المشاهد ومهما كانت بساطة وتواضع هذا الوعى ودون اهتمام بالمتغيرات الاجتماعية والثقافية عند النقل عن أعمال أجنبية ونتائج أن يسود هذا الكم من العنف والقتل والدم!! وشدنى ما كان يمكن أن يفعله مسلسل ببطله الذى يعمل مدرسا للتاريخ.. خميرة ومادة رائعة للمقارنة بين الماضى وما أصبحنا عليه وقدرة مقاومة ما أصاب الواقع من انتهاك لآدمية ومواقف البشر الطيب والمتمسك بمبادئه والقيم التى تربى ونشأ عليها هذا النوع من أبطال المقاومة الحقيقيين الذين أصبحوا فى مقاومتهم كمن يقبضون على النار.. ماذا يمكن أن يفعل واحد من هؤلاء يعمل مدرسا للتاريخ ونشأ فى مجتمع صعيدى مليء بالقيم ومبادئ الدين والاخلاق ويزرع فى تلاميذه وتلميذاته مايمتلئ به تاريخهم من نماذج إنسانية وبطولات شعبية.. وبعيدا عن أى مصداقية ينهار ويستسلم لواقع ملوث ويتحول إلى قاتل وتاجر مخدرات ويبرر مايفعل بأنه قد سدت فى وجهه كل الأبواب ويساعده محام «مغشوش» على تكوين شركات بأمواله المغسولة ويتحول إلى وجيه من وجهاء المجتمع ويحقق حلمه القديم فى امتلاك مدرسة!! أصدق جملة فى المسلسل أن مصباح علاء الدين ما كان يستطيع ان يحقق له كل ما حققه بالفساد والقتل والخروج على القانون فى غيبة أى وجود لأجهزة الدولة المسئولة!! وكالمتوقع والمعتاد يأتى الدرس الأخلاقى فى الدقائق الأخيرة من المسلسل!! ◘ بقدر ما أفزعنى ما جاء فى المسلسل من تبرير للفساد أفزعنى آراء شباب صغير أن ماجاء فى المسلسل صورة مصغرة لفساد يجاوز الركب تواصل الأجهزة الرقابية مطاردة مرتكبيه. لمزيد من مقالات سكينة فؤاد