كلما تأملت بعض رموز ونجوم عملية يناير عام 2011 وهم يصدغون أمام الكاميرات وتحت الأضواء ويعتبرون أنفسهم قادة التغيير، أعود إلى بعض قصاصاتى القديمة التى تقول إحداها عام 2016 إن وثائق ويكيليكس كشفت عن نوع وحجم الاتصالات التى جرت بين شخصيات عامة وحقوقية ومنظمات أهلية وصحفيين وإعلاميين ونشطاء ادعوا تعبيرهم عن الديمقراطية وحقوق الإنسان مع مسئولى السفارة الأمريكية فى القاهرة زمن السفيرة مارجريت سكوبى بغرض السعى إلى التمويل والتمويل المباشر بدون إذن الحكومة المصرية، وذكرت صحيفة الأهرام التى نشرت هذه الوثائق أسماء بعض من الينايرجية، كما قالت القصاصة إن وكالة أنباء (إن أرابيك) أعادت نشر الوثيقة الفضيحة لويكيليكس، وبخاصة أن سكوبى قالت إن وظيفة هؤلاء الذين اجتذبتهم من كل حدب وصوب هى إعطاء الأمريكان معلومات وتقدير موقف عن مصر وقتها، وبعضهم بالمناسبة من الذين يبدون اعتراضهم الآن على استخدامى تعبير (عملية) فى وصف ما جرى فى مصر يناير 2011، والذى تم تدبيره بليل عن قصد وتدبر فى عدد من الساحات والمؤسسات وضمنها السفارة الأمريكيةبالقاهرة.. وأعود إلى بقاء معظم هؤلاء فى الفضاء المصرى بعد ثورة 30 يونيو العظمى وعدم تعرضهم لأى لون من ألوان الحساب وقد غمرهم يقين غريب بأنهم فى أمان وينبغى أن يستمروا فى أمان، إذ أشعر برغبة ليست انتقامية، ولكنها رغبة فى سيادة قيم العدل وردع التآمر والاتصال بالأجانب وتحريضهم وتنفيذ تكليفاتهم، أشعر برغبة فى حدوث ما يؤكد لى أن ارتباطى بقيم هذا الوطن لم يك أمرا هبيلا، وحتى إذا لم تكن مصر قادرة على نحو ما بأن تعاقبهم، فعلى الأقل لا تتركهم يعيشون بيننا وكأنهم نجوم المرحلة، لا بل والأحق والأجدر بتصدر الصفوف والتقلب فى مراغات الثراء الحرام، أليس من حقى كمواطن أن أشهد القصاص من هؤلاء، الذين ساعدوا على نحو مؤثر جدا فى تحريك الجموع فى يناير عبر التمترس وراء الكى بورد والشاشات، وكانوا يأملون وكذا سادتهم فى السفارة الأمريكية فى تفكيك الدولة المصرية وضرب مؤسساتها. لمزيد من مقالات د. عمرو عبدالسميع