قليلة الأعمال التى أنتجت فى مجال الدراما التاريخية فى السنوات الأخيرة. لا نكاد نجد عملين، أو ثلاثة، بين عشرات المسلسلات التى تُنتج فى كل عام، سواء للعرض فى شهر رمضان الذى صار مناسبة يتنافس الجميع على استغلالها لتقديم أعمالهم فيها، أو فى الشهور الأخري. لكن قلة أعمال الدراما التاريخية ليست إلا وجهاً واحداً لأزمتها0 أما الوجه الأكثر أهمية، فهو ضعف الأعمال، وفقرها، وخصوصا على صعيد النصوص التى تعتمد عليها. فقد صار نادراً أن نجد عملاً يُصهر فيه التاريخ والخيال الدرامى بمقادير ملائمة، لخدمة فكرة ينطلق منها النص، ويسعى إلى بلورتها. وعندما يفتقر النص إلى مثل هذه الفكرة، نجد مزيجاً عشوائياً من الوقائع التاريخية والأحداث الدرامية، بدون مراعاة العلاقة بين الزمن التاريخى وزمن البناء الدرامي. وفى غياب فكرة جديدة، وفى مرحلة تراجع واضح فى الأفكار، يقع صانعو الدراما التاريخية فى فخ التكرار، كما هى الحال فى مسلسل حرملك، الذى يعيد إنتاج فكرة فقيرة قام عليها مسلسل «حريم السلطان»، ولكن حرملك يبدو أكثر فقراً، ليس فقط بسبب اعتماده على فكرة مكررة وإن فى سياق مختلف، ولكن لأن القصة شديدة الضعف. ولا يكفى وجود عدد من الفنانين الموجودين لتغطية ضعف العمل وفقره، وصرف الانتباه عن مدى عمق أزمة الدراما التاريخية، وارتباطها بالأزمة الثقافية العامة فى العالم العربي. وبرغم ذلك، يُحسب لهذا المسلسل أنه يجمع فنانين من بلدان عربية عدة. معظم الممثلين سوريون. وهذا طبيعى فى مسلسل سورى إنتاجاً، وتأليفاً، وإخراجاً. لكنه يضم عدداً من الفنانين العرب الآخرين مثل خالد الصاوى وأحمد فهمى من مصر، ودُرة من تونس, وصفاء سلطان من الأردن. لكن أهم ما يميز مشاركة الفنانين السوريين فيه أنه يجمع بعضا من تباينات اتجاهاتهم إزاء الوضع فى سوريا. نجد فى هذا المسلسل فنانين معارضين مثل جمال سليمان، وآخرين مثل باسم ياخور، وسلافة معمار، وممثلين محايدين آثروا الصمت مثل باسم الخياط، وقيس الشيخ نجيب. وحسنا أن نجد هذا التنوع فى عمل درامي. لكن الأحسن أن نجده فى عمل قوى يسهم فى حل أزمة الدراما التاريخية. لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد