لو لم تفعل القمة الإسلامية في مكة شيئا سوي تأكيد التمسك بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة علي حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس لكفاها ما فعلت في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به المنطقة وتلوح في الأفق إشارات غير مريحة حول تحرك أمريكي وشيك هدفه كما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس نسف صيغة «الأرض مقابل السلام» وإحلال صيغة «الازدهار مقابل السلام» مشيرا بذلك إلي أطروحة المؤتمر الاقتصادي الدولي الذي ينتظر عقده في البحرين قريبا. والحقيقة أنه مهما يكن شكل المخارج الممكنة والبدائل المطروحة لتخفيف حدة الغليان في الشرق الأوسط سواء بتجنب الحرب مع إيران أو الإسراع بإنهاء الأوضاع الفوضوية والمأساوية في سوريا وليبيا والسودان والجزائر فإن القضية الفلسطينية تظل هي العنوان الرئيسي للمأزق الحقيقي في المنطقة بأكملها لأنه كلما نجحت محاولات إسرائيل بدعم أمريكي في كسب الوقت وتعطيل الذهاب إلي حل نهائي للقضية كلما اتجهت الأحداث في المنطقة ميكانيكيا نحو المزيد من الانقسام والتفتت المذهبي والعرقي والطائفي.. وعلينا أن نستوعب العلاقة المتبادلة بين الحالة الفلسطينية والحالة الإقليمية وكيف أن القضية الفلسطينية تراجعت بشكل غير مسبوق منذ أن دهمت المنطقة عواصف الفوضى تحت رياح الخداع المسمومة المسماة برياح الربيع العربي المزعوم! إن ما صدر عن قمة مكة الإسلامية أخرس كل الأصوات التي ادعت – عبر قنوات الفتنة والتحريض التي ترعاها قطر وتركيا بأن هناك عواصم عربية وإسلامية تبارك وتؤيد اتجاه أمريكا لفرض ما يسمي «صفقة القرن» وتصفية القضية الفلسطينية تصفية نهائية بعيدة عن حل الدولتين وبما يعزز الخطأ الأمريكي المرفوض من العالم أجمع باعتماد القدس عاصمة لإسرائيل. ولو جاز لي أن أسمي قمة مكة الإسلامية بالمسمي الصحيح سياسيا واستراتيجيا لقلت دون تردد أنها «قمة إنقاذ القضية الفلسطينية» فقد خرجت من مكة رسالة مفادها أن العرب والمسلمين قد يختلفون علي أشياء كثيرة لكنهم يجتمعون حول القضية الفلسطينية التي لا يمكن حلها حلا عادلا بعيدا عن صيغة «الأرض مقابل السلام»! خير الكلام: لا تهتم بسرعة العمل بل اهتم بجودته أولا! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله