لا حديث يعلو هذه الأيام فوق حديث امتحانات الثانوية التى تبدأ بعد غد، فكل الطلبة وأولياء أمورهم، والمسئولين مشغولون بمشكلتى التسريب والغش، كما هى العادة كل عام، وكان ضروريا البحث عن وسائل جديدة لمواجهة أى محاولات للعبث بالامتحانات.. وبقراءة سريعة لما يصدر عن وزارة التربية والتعليم من تصريحات وبيانات، نجد أن هناك بالفعل خطوات غير مسبوقة فى هذا الشأن، لكن الوزارة لا ترغب فى إعلانها تفصيليا، منعا لمحاولات اختراقها، وبصفة عامة، فإنه سيتم فى كل مدرسة تقام فيها الامتحانات، توفير خمس عصيان إلكترونية، وخمسة أعضاء أمن يستخدمونها للتأكد من عدم وجود أى وسائل إلكترونية للغش مع الطلاب، فإذا حدث وتم ضبط حالة، فإنهاسيتم التعامل معها فى الحال، بإعلان اسم الطالب ولجنته والوسيلة المستخدمة فى الغش، وهناك غرفة عمليات فى كل مديرية تعليمية وإدارة متصلة مباشرة بالغرفة المركزية لتلقى أى مشكلات تطرأ خلال الامتحان. وبرغم كل هذه الإجراءات، فإن المشكلة تظل قائمة، وأحسب أن النظام الجديد للثانوية العامة، والذى بدأ تطبيقه فى الصف الأول الثانوى هذا العام، سوف تتلاشى كل هذه السلبيات، أما ما أثاره البعض عن وجود أخطاء كثيرة فى مسألة «التابلت»، فإن كل تجربة جديدة لابد أن تعتريها بعض الملاحظات، ويعمل المسئولون على حلها أولا بأول.. إن قضية التعليم تحتل أهمية قصوى فى خطة الدولة للارتقاء بمستواه، ويقتضى الأمر أن يتكاتف الجميع بإبداء الآراء، والمشاركة الفعالة فى المنظومة الجديدة، وليس إهالة التراب على كل فكر جديد يحاول نقلنا إلى المستقبل، ولندرك أن المشوار مهما يكن طويلا، فإنه يبدأ بخطوة واحدة، وها نحن قد بدأنا هذه الخطوة. لمزيد من مقالات أحمد البرى