الضربة التى لاتقصم ظهرك .. تُزيدك قوة! .. ومامرت به المليارديرة الأمريكية مارثا ستيوارت من محنة السجن وهى فى عنفوان مجدها كواحدة من رائدات فنون الطهو وعالم الأزياء والموضة فى العالم، يلقن الجميع درسا حيا فيما يمكن أن يفعله طموح الإنسان مهما تكن العقبات وقسوة الظروف ليتمكن من الوقوف بعد السقوط. وتجربة «السجينة» مارثا هى الأجدر بالتسجيل ومتابعة فصولها كنقطة ذروة فى مشوار بناء إمبراطوريتها الناعمة، حيث بدأت قصتها بعد إدانتها بالغش فى الأوراق المالية عندما باعت فى عام 2001 جميع أسهم شركتها بالبورصة، وفى اليوم التالى للبيع انخفضت قيمة الأسهم بنسبة مخيفة، مما أجبرها على الاستقالة من مجلس إدارة الشركة، ووسط محاكمة حظيت بتغطية إعلامية جبارة، ودعاية كبيرة حُكم عليها بالسجن لمدة 5 أشهر فى إصلاحية فيدرالية وعامين مع الإفراج المشروط، فهل تستسلم «ملكة التدبير المنزلى»؟! .. إطلاقا .. أرادت أن تثبت أنها أقوى من القضبان، فاستغلت محبسها فى تعلم تلميع دش الحمام والأرضيات، واكتشفت داخل السجن أداة تنظيف جديدة للسجاد، وتركت المكان أكثر إشراقًا وتألقًا عند مغادرتها وبدء تنفيذ إقامتها الجبرية لحين انتهاء عقوبتها بالكامل. والسر وراء النجاح المبهر الذى استعادته «مارثا» يكمن فى أنها استغلت فترة السجن العصيبة كاختبار لقوة الإرادة، فانهمكت فى قراءة كل الصحف لمواكبة الأحداث، وتعلمت كيف تعيش دون أى مظاهر من الفخامة أو التكلف. واستطاعت بعد انتهاء عقوبتها أن تتجاوز هذه الصفحة السوداء من تاريخها، وتعاود ترميم إمبراطوريتها التى بدأت تكوينها منذ نعومة أظفارها على أيدى والدتها التى تشربت منها الطبخ والحياكة والإقبال على ابتكار طرق أفضل للتنظيف. وكانت «مارثا» قد ورثت عن أجدادها فن التعليب، حيث كان والدها من المغرمين بالبساتين وفنون الزراعة، وكانت تمتلك الذكاء والموهبة بما يؤهلها للعمل والتميز فى مجال الأزياء والموضة والإعلانات التجارية وهى مازالت فى المرحلة الثانوية. وفى المرحلة الجامعية، صقلت «مارثا» طموحها بدراسة تاريخ الفن والهندسة المعمارية، ثم عملت بالبورصة وتداول الأوراق المالية واقتحمت مجال الأزياء والديكور وإعداد الوجبات ونشر المجلات، وصولا إلى إصدار الكتب والبرامج التليفزيونية، ومن أبرز بصماتها فكرة مشروع لإعداد الأطباق الخاصة وتوريدها حسب الطلب، والتى لاقت تشجيعا ورواجا كبيرا من المحيطين بها، يزداد على وجبات مارثا الشهية. ومنه تعددت إصدارات «ملكة التدبير المنزلى» فى صورة «مشهيات» مارثا ستيوارت، و«فهرس وجبات مارثا»، و«أكلات مارثا الخاصة»، وغيرها من الكتب الناجحة التى سطرت اسمها فى قائمة الأثرياء العصاميين!. وبانتشار مقالاتها وبرامجها المتخصصة فى الطهو وأحدث الأزياء نالت «مارثا لقب «المرأة الأمريكية» بلا منازع، وتظل «محنة السجن» وشبح الفضيحة أكثر فصول «مارثا ستيوارت» الشيقة ليتعلم ويعرف من يبحث عن الثروة والشهرة كيف تُبنى الانتصارات من الانكسارات!.