أعجبنى تعليق أحد الأصدقاء على «اللخبطة» التى حدثت أمس الأول بخصوص الرؤية، وإعلان دار الإفتاء أن أمس هو المتمم لشهر رمضان، وأن اليوم هو أول أيام عيد الفطر المبارك، بأنها مقلب «شرعى»، فالجميع كان مستعدا للعيد أمس، بعد أن أكد الفلك ذلك، وخرجت إمساكيات رمضان تؤكد أن رمضان 29 يوما فقط. الارتباك، جاء نتيجة أن دار الإفتاء أعلنت، فى بيانها، عدم ثبوت رؤية الهلال، ثم خرجت أنباء أخرى تشير إلى أن دار الإفتاء سوف تواصل البحث عقب صلاة العشاء وتعلن الموقف النهائى، وانتهى الأمر بتأكيد عدم ثبوت رؤية الهلال. ارتباك ليس له معنى، وقد عاد بذاكرتى إلى ما حدث قبل أكثر من 25 عاما مضت، حينما حدث هذا الارتباك فى رؤية هلال شهر رمضان حينذاك، ووقتها أعلنت دار الإفتاء عدم ثبوت رؤية هلال رمضان، ثم فجأة وقرب منتصف الليل، أعلنت دار الإفتاء ثبوت رؤية هلال رمضان، وكان الكثيرون قد ناموا استعدادا للقيام مبكرا إلى أعمالهم، وحدث هرج ومرج، وأفطر عدد كبير من المواطنين من الذين لم يتابعوا الأنباء حتى ساعة متأخرة. أعتقد أن الجدل بين الفلك والرؤية الشرعية ليس له ما يبرره، خاصة فى كل الشهور العربية، باستثناء شهر ذى الحجة، الذى يجب أن نلتزم فيه بما تقرره المملكة العربية السعودية، نظرا للالتزام بمواقيت الحج، ولحسن الحظ، فإن وقفة عرفات لا تقع فى أول الشهر وإنما فى التاسع منه، ويكون هناك متسع فى الوقت لدى الجميع للاتفاق على بداية الشهر، أما بقية الشهور فلا مشكلة فيها على الإطلاق، فالإنسان صعد إلى القمر والمريخ بالعلم والتكنولوجيا، ومن العيب أن نختلف على ميلاد الأشهر العربية ما بين الرؤية والفلك. السعودية والأردن وعدد من الدول العربية أفطرت أمس، ومصر وبقية الدول تفطر اليوم.. عموما .. كل عام ومصر بخير، وشعبها فى أحسن الأحوال. [email protected] لمزيد من مقالات عبدالمحسن سلامة