هناك عشرات الأسباب تدفعنى إلى الاصطدام المتواصل بحزب الله اللبنانى ذراع إيران فى لبنان وسوريا، ولكن أهم تلك الأسباب (على المستوى الشخصى) هو تجرؤ حسن نصرالله الأمين العام للحزب فى هجومه على الجيش المصرى وتطاوله عليه قبل سنوات، على الرغم من أن كلنا يعرف أن أصغر دور قام به الجيش المصرى فى نصرة وحماية المصالح القومية العربية هو أشرف وأنبل وأجدى من تلك الجعجعة التى تعود نصرالله إطلاقها من وقت لآخر، وأن أى جندى فى الجيش المصرى أهم كثيرا من حسن نصرالله وحزبه حتى لو كانت وراءه إيران بمنطق التآمر أو بفكر تصدير الثورة وفخرها بأن أعلام الجمهورية الإسلامية ترفرف على أربع عواصم عربية هى بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.. أما السبب الآخر الذى يدفعنى إلى الاصطدام بحسن نصرالله وحزب الله هو اشتراكهما فى محاولة غزو مصر إبان عملية يناير عام 2011، اقتحام السجون وإطلاق المساجين واصطحاب بعضهم معهم. حزب الله يواجه اليوم إفلاسا اقتصاديا بعد إفلاس مشروعه السياسى، حيث تواجه إيران الممول الرئيسى لحزب الله وضعا اقتصاديا صعبا بعد العقوبات الأمريكية عليها والتى بلغت ذروتها فى إجبار طهران على تصغير صادرات النفط، اليوم يفلس حزب الله ويدعو مناصريه إلى التبرع لدعم الحزب تحت شعار (الجهاد المالى) وهى صياغة تبدو أيديولوجية للإفلاس، لا بل إن حزب الله يدفع إلى تخصيص وظائف لبنانية كثيرة يكون شاغلوها من حزب الله، وتكون من النوع الذى يسمح بالحصول على أموال كبيرة، يعنى حزب الله يحاول علاج إفلاسه المالى (بالشحاذة) و(البلطجة) ويعكس حالة إفلاس سياسى كاملة، ويعزز يقينى برفض ما يمثله هذا الحزب، وبخاصة مع علاقته العضوية بإيران أكبر قوى التآمر العقائدى والطائفى والسياسى والثقافى والأمنى على كل دول المنطقة وبالذات مصر.. إن منظر شحاذة حزب الله ودعوته مناصريه إلى التبرع له لا تعكس بلورة حالة صمود أو مقاومة، وإنما تحاول الدفع نحو مبرر لاستمرار الوجود وخلق آلية تضمن لحزب الله تأميم السلطة السياسية فى بعض بلاد المنطقة وبخاصة لبنان، واختطاف ذلك البلد إلى مجهول جديد، ولكن استعادة ذلك الحزب لسمعته كمنظمة تنفق على التعليم والعمل والعلاج (المدرسة والمشغل والمستشفى) تتلاشى فرصها الآن وتنهار. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع