الاستفادة من الخبرات الروسية فى صيانة عربات وجرارات القطارات من المقرر أن يصل الى القاهرة قريبا وفد من شركة السكك الحديدية الروسية الذى سيلتقى المسئولين بوزارة النقل للاتفاق بين الجانبين على الاستفادة من الخبرات الروسية فى صيانة العربات والجرارات والبنية الاساسية، خاصة ان روسيا تمتلك شبكة هائلة من الخطوط تصل أطوالها الى نحو«90 الف كيلومتر» الى جانب إمكاناتها الخاصة بالتصنيع. يأتى ذلك فى الوقت الذى أقرت فيه اللجنة الفنية، برئاسة المهندس سامى عبد الفتاح، نائب رئيس هيئة السكك الحديدية التصميم النهائى للعربة النموذج التى بدأ العمل فى تصنيع مكوناتها، والتى ستكون باكورة الصفقة المصرية - الروسية لتوريد 1300 عربة عادية ومكيفة،وهو ما يساهم فى تحسين خدمة السفر بالقطارات. ومن المقرر أن يتم إنتاج عربتين من هذا النموذج فى سبتمبر المقبل، سيتم إرسال الأولى الى مصر لإجراء تجارب التشغيل على شبكة الخطوط التابعة للسكك الحديدية للتأكد من كفاءتها، بينما يتم إرسال الثانية الى المجر لاعتمادها طبقا لمواصفات الجودة والقياسات الأوروبية من خلال معهد ومركز متخصص فى هذا الشأن. وبعد موافقة خبراء السكك الحديدية واعتماد الجانب الأوروبى سيتم تصنيع 30 عربة تمثل باكورة هذه الصفقة، التى ستصل الى مصر خلال ديسمبر المقبل لتدشينها وإدخالها الخدمة، خاصة ان هذا التوقيت سيتواكب مع تسلم الدفعات الاولى من الجرارات الامريكية، وهو ما يمثل عهدا جديدا تشهده مصر لأول مرة لخدمة السفر بالقطارات التى تجمع بين الخبرات الروسية والأمريكية. وبالتوازى مع هذه الخطوات، فإن وفدا مصريا بدأ عمليات التفاوض فى موسكو حول الترتيبات الخاصة ببدء تصنيع صفقة العربات فى المصانع المصرية تنفيذا للشروط والقواعد التى تم الاتفاق عليها عند توقيع هذه الصفقة التى تشترط ان تصل نسبة المكون المحلى إلي40%، بما يسهم فى تعظيم القدرات والخبرات الوطنية وتنشيط الصناعات المغذية، كبداية لتوطين تكنولوجيا صناعة السكك الحديدية. ويسعى الجانب الروسى من هذه الخطوة الى إرساء قاعدة صلبة من الشراكة بحيث تكون مصر قاعدة إقليمية لتصنيع معدات واحتياجات السكك الحديدية لتوفير الاحتياجات المحلية الى جانب التصدير الى دول المنطقة، خاصة فى ظل التوجه لدى عديد من هذه الدول الى البدء فى مشروعات طموح وكبيرة فى مجال القطارات والسكك الحديدية والمترو.