على مدى سنوات تعرضت كنوز ماسبيرو لعمليات قرصنة ونهب منظم، بعد رفع المواد النادرة عن طريق الانترنت واليوتيوب، مما أدى لسرقتها وعرضها عبر عدة فضائيات مصرية وعربية دون تحقيق مكاسب مادية لصاحب الحقوق التليفزيون المصري، والذى لم يستفد من تراثه باعتباره المالك الحصرى له، واكتشفنا عرض هذا التراث فى قنوات وصلت لها التسجيلات النادرة، وفى عام 2015 أحالت النيابة الادارية 12مسئولا فى التليفزيون للمحاكمة الجنائية، لارتكابهم مخالفات جسيمة ترتب عليها فقدان شرائط مسجل عليها تراث ماسبيرو. ومع بدء عمل القنوات العربية والخاصة، وجدنا بعضها يطلق قنوات للتراث أو برامج وثائقية، فى الوقت الذى كان مسئولو ماسبيرو حينها يبحثون عن الكنوز المفقودة ومنها خطب سياسية للرئيسين الراحلين جمال عبدالناصر وأنور السادات والعديد من الحفلات النادرة لسيدة الغناء أم كلثوم وفريد الأطرش وعبدالحليم حافظ، إلى جانب لقاءات تليفزيونية وحوارات وأفلام تسجيلية ووثائقية تحكى مراحل من تاريخ الوطن، وتنافست القنوات ومنها تلك المملوكة لنظام الحمدين على نهب المواد الخاصة والتاريخية، وأمكن إعادة جزء من هذا التراث إلى مكتبة ماسبيرو مرة أخرى وبينها مجموعات كبيرة من المسلسلات التراثية ولقاءات تليفزيونية غير مسبوقة بين عمالقة الفن والأدب والشعر فى الزمن الجميل وضمت العندليب عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش ونجيب محفوظ وعمر الشريف ونزار قبانى وطه حسين، ومباريات رياضية تاريخية، كان هذا جزءا من التراث المفقود والذى لايقدر بأى ثمن. وقبل أيام قليلة حصلت منصة «Watchit» وهى شركة مملوكة للدولة المصرية، على الحقوق الرقمية لتراث ماسبيرو، لحماية هذا التراث والمحتوى الابداعى المصرى من النهب والسرقة ووضع حد لأعمال القرصنة من المحترفين الذين حققوا الملايين وتكسبوا المال الحرام من تراث ماسبيرو، فالخطوة التى اتخذتها شركة «Watchit» المملوكة للدولة ستقضى على أعمال النهب والكسب الحرام، وستمنع أيضا سرقة المنتج المصرى من خلال مواقع التواصل ويوتيوب ووقف عرض كنوز التليفزيون عبر تطبيقات خارجية والجميع يقف متفرجا ولم يتحركوا لوقف هذه المهازل منذ السبعينيات وحتى اليوم، ومصر ربما هى الدولة الوحيدة فى المنطقة التى تتعرض لهذا العبث والقرصنة والسرقات، فهناك إنتاج يتم بالملايين سواء أفلاما أو أغانى ومجرد عرضها تنسخ وتسبب خسائر رهيبة لأنها أصبحت متاحة عبر الانترنت وبالمجان، وهو أمر كان موضع شكوى طيلة السنوات الماضية. تحركت الدولة وهو يحسب لها لمنع السرقات والنصب والقرصنة، من خلال هذه الشركة ومنصتها الرقمية للحفاظ على ما تم إنتاجه سابقا أو حاليا من التليفزيون المصرى مالك هذه الحقوق، وستحقق عوائد مالية كبيرة لمصلحة ماسبيرو بدلا من النشر على مواقع إعلانية لاتحقق المقابل المستحق أو تركها لمغتصبى محتوى الانترنت، وهذا الدور الذى تقوم به «Watchit» كأكبر منصة ديجيتال مملوكة للدولة، يوفر حماية لحقوق المبدعين والمنتجين والتراث ومستقبل صناعة الدراما والسينما، وما حدث يعتبر فرصة كبيرة للمنتجين وصناع الدراما والسينما للتعاقد مع تلك الشركة الوطنية، لتحقيق عوائد مالية عادلة تخدم الصناعة، وهى السبيل الآمن لحماية حقوق صناعة الابداع والانتاج، وهى خطوة على الطريق السليم لتطوير ماسبيرو بضخ أموال حتى يستعيد قوته على الساحة الاعلامية ومنافسة القنوات الخاصة والمواقع، وسوف يحقق ماسبيرو الملايين من هذه المنصة التى ستتاح لمن يدفع مبلغا بسيطا سيكون فى مقدرة الجميع. دخول «Watchit» سيوقف عمليات السطو والقرصنة على ما يمتلكه التليفزيون المصري، وسيحمى المحتوى الابداعي، بعيدا عن محاولات التشكيك وبث الشائعات من الهاربين فى الخارج ومن أطماع الذين تكسبوا الأموال بطرق غير قانونية من وراء ظهر ماسبيرو، وربما ستدخل المنصة الرقمية الأكبر فى الانتاج مستقبلا لمنافسة عمالقة منصات الديجيتال لعرض المحتوى المصرى حول العالم، ونتوقع إنتاج برامج حصرية ستعرض عبر هذه المنصة، والتى جاءت فى ظل توجه العالم للتحول الرقمي، وسوف تعيد هذه الشركة حقوق ماسبيرو التى أهدرت طوال السنوات الماضية بل الأهم تعقب من قاموا بأعمال النهب واستولوا على تراث التليفزيون المصري، التحية واجبة لمن يعمل لانقاذ التراث من السرقات بل الحفاظ على مالدينا من كنوز قبل إهدارها. لمزيد من مقالات أحمد موسى