نظرة واحدة على شاشات الكمبيوتر، ومواقع التواصل الاجتماعى اليوم، تخبرنا بحجم النقد الجماعى لعملية يناير 2011، والذى شمل آراء الأغلبية الغالبة بلا مراء من كتلة الناس الكبيرة والمنتمية إلى كل الطبقات، وكل الأعمار، وكل الطوائف، ولا معنى بعد ذلك للاستمرار فى فرض ذلك الحدث وذكراه على الناس، والمدهش أنه مع ذلك الرفض الشعبى العام لما تمثله عملية يناير عام 2011 من محاولات ضرب الدولة وتفكيك مؤسساتها عمدا بقصد وترصد، فإن هناك البعض من فلول يناير مازالت تتمسك به بوصفه مناسبة وذكرى لضرب خصومهم الشخصيين وتصدر الصفوف والتصديغ أمام الشاشات، والارتكان إلى القوى العالمية الكبرى والاستقواء بالخارج وممارسة نوع من المكارثية التى تستهدف إبعاد ومحاصرة كل صاحب موهبة ظهر فى مشهد الرئيس الأسبق، والتطهير العرقى لكل العناصر الوطنية التى لا تنتمى بالطبيعة إلى مثل تلك المجموعات.. والحقيقة أنه مع استمرار ذلك الوضع فإننا بإزاء ظاهرة اجتماعية وسياسية تحتاج إلى علاج، وإذا كنا عجزنا عن تقديم المسئولين عن عملية يناير إلى ساحات العدالة، أو تفعيل القضية 250 الشهيرة والتى أشار إليها النائب العام الشهيد هشام بركات قبل اغتياله وأكد أنها ستتحرك خلال أيام، وإذا كنا (مجبرين) على تجرع بقاء رموز ونجوم يناير بيننا وحولنا، فعلى الأقل نعالج الذين مازالوا يتمسكون بيناير ونعيد تأهيلهم بشكل أو بآخر، ونلقنهم دروسا فى دورات مكثفة عن الوطنية والانتماء على طريقة: (دى مصر ياعبلة) فى رائعة صالح مرسى (الصعود إلى الهاوية).. العلاج ليس عيبا أو خطأ أو عورة أو خطيئة طالما أننا عجزنا عن الحساب بشكل أو بآخر، ولم نتمكن حتى اللحظة الراهنة من تفعيل القضية 250 التى كان الشهيد هشام بركات بصدد إعلان المتهمين فيها وهم كما فهمنا كثر، ينبغى أن نعالج الينايرجية طالما اضطررنا إلى عدم حسابهم، وينبغى طالما بقوا بيننا يشقشقون ويزقزقون ويمرحون ويثرثرون أن نقوم بتذكيرهم فى كل لحظة بأن: (دى مصر ياعبلة)! لمزيد من مقالات د. عمرو عبدالسميع