تخطى ارتفاع قيمة الجنيه المصرى مقابل الدولار توقعات بنوك الاستثمار ،حيث بدأ الجنيه رحلة الصعود منذ يناير الماضى واستكملها خلال الأيام الحالية، لينخفض الدولار لأقل من 17 جنيها ،مع ترقب لتطور الوضع خلال الأيام المقبلة فى ظل زيادة السيولة الدولارية، وانخفاض الواردات، وارتفاع الدخل من السياحة، وتحويلات المصريين العاملين بالخارج. ويقول محمد رضا الرئيس التنفيذى لسوليد كابيتال إن الارتفاع الحالى فى سعر الجنيه أمام الدولار يعتبر مؤقتا متأثرا بعدة عوامل أهمها زيادة الاحتياطى النقدي، والذى حقق ارتفاعا على مدى الشهور الماضية ،ليستعيد قوته مرة أخرى ،وهو اتجاه جيد فى ظل انخفاض الطلب على الدولار مع انخفاض الواردات السلعية. ويشير الى ان المؤشرات الاقتصادية والمالية شهدت تحسنا واضحا خلال الفترة المقبلة ،عقب اتخاذ مصر عدة إجراءات إصلاحية تعالج المشكلات المتراكمة التى يعانى منها الاقتصاد المصري، الى جانب شهادات الثقة من المؤسسات الدولية، مما يزيد الثقة فى الاقتصاد، ولكن يجب الحذر من أن هذا الارتفاع غالبا ما سيكون مؤقتا، خاصة وان الدولار على المستوى العالمى يشهد ارتفاعا كبيرا وتتعزز قيمته . وكانت بنوك الاستثمار قد توقعت ارتفاع الجنيه مقابل الدولار بنسب محدودة خلال العام الجارى دون ان يتخطى حاجز ال17 جنيها، وهو ما تخطاه السعر الحالى ليقل عن 16.76 جنيه مع استمرار التحسن فى صافى الأصول الأجنبية بالبنوك، واتجاه الواردات نحو الانخفاض، وزيادة استثمارات الأجانب فى أذون الخزانة والسندات الى جانب ارتفاع مستوى الاحتياطى النقدى والذى يزيل الى حد كبير مخاطر سعر الصرف فى ظل الالتزامات الخارجية . ويعزز ارتفاع الجنيه مقابل الدولار توجه مصر الى تنويع مصادر الاستثمار والعمل على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية فى ظل حاجة البلاد الى مزيد من المشروعات وفرص العمل ،كما يأتى وصول مصر الى نهاية برنامج قرض صندوق النقد الدولى وتوقعات صرف الشريحة الاخيرة من القرض خلال الايام المقبلة ليعزز من الاحتياطى النقدى وتبدأ مصر مرحلة جديدة من الإصلاح والنمو.
