كنت على ثقة بما حدث عقب سماع كثير من المصريين المحترمين عن المحاولات المشبوهة والغريبة التى تحدث الآن وسط المحاولات الجادة والمشروعات التى تقوم بها دولة 30/6 لاستعادة وتأكيد الهوية الوطنية لمنطقة القناة وسيناء وإنهاء جميع أوهام إمكانية تجديد التاريخ الأسود لسيطرة الاستعمار والذى يأتى أحفاده مدعومين للأسف بقلة من المصريين الذين أرجو أن تكون دوافعهم فقط جهلا بما فعله الاستعمار والسيطرة الأجنبية على القناة ومدنها لأكثر من مائة عام... ما معنى أن يأتى فى هذا التوقيت بالغ الخطورة فى تاريخ مصر والمنطقة كلها وبعد 63 عاما من إسقاط الفدائيين والمقاومة الشعبية لتمثال ديليسبس من فوق قاعدته بمدخل قناة السويس رمزا للانتصار على قوات العدوان الثلاثى التى جاءت لإعادة الاستيلاء على القناة واحتلال مصر كلها؟!! من يطالب بأعادة التمثال لمدخل القناة توالى انضمام مؤرخين وكتاب وسياسيين وأساتذة تاريخ وشخصيات وطنية للقضية التى رفعها مجموعة من شباب بورسعيد الرائع أمام القضاء المحترم لإيقاف المحاولات الآثمة من حفدة المستعمرين الأوائل الذين يطلقون على أنفسهم أصدقاء قناة السويس الذين يقيمون فى باريس احتفالية بمرور 150 عاما على افتتاح القناة لا نعرف ما هى أمارة هذه الصداقة هل سلب أموال وحقوق المصريين لأكثر من 100 عام؟! وما معنى المطالبة برفع تمثال رمزا لمن قاد واحدة من أكبر عمليات السخرة فى التاريخ أسقطت أكثر من 120 ألف عامل وفلاح فى حفر القناة فى حين أن الأولى رفع تمثال يمثلهم على مدخل قناتهم... علامات استفهام وتاريخ شائك وأسود للاستعمار القديم يتجدد بوجوه ومخططات الاستعمار الجديد الذى دمر المنطقة وظلت مصر الصخرة الصلبة والعنيدة التى يبدو أن فشلهم فى إلحاقها بما جرى لأشقاء أعزاء يعوضونه برفع رموز وتماثيل تحيى وتبقى تاريخهم الأسود حيا!! قضايا كثيرة أثيرت فى الندوة التى عقدت بنقابة الصحفيين أمسية السبت 18 مايو الحالى وحرص شباب بورسعيد فيها على توجيه الشكر لكل من دعم دعوتهم ودفاعهم عن التاريخ الوطنى لبلادهم وفى مقدمتهم صحيفة الأهرام. ولى بمشيئة الله عودة للقضية والندوة مع اعتزاز وتقدير لكل صوت وضمير وطنى يدوى بالحق دفاعا عن حقوق ونضال وكرامة بلاده. ◘◘◘◘ ◘ أخطر مسلسل تعذب به المشاهدون وسط موسم رمضانى لمسلسلات بالغة الضعف والرداءة ووسط ساعات إرسال طويلة تمتلئ بانفجار إعلانات لا ترحم المشاهد وهى تتكرر ويلح بعضها بسخف لا مثيل له من صاحب الحق فى أن يفرض على المشاهدين ثلاثة أرباع الساعة من الإعلانات مع ربع ساعة دراما، من صاحب الحق فى قتل الوقت وقتل الوعى بدراما يذكرك بعضها بأسوأ أفلامنا فى زمن الأبيض والأسود ويطغى عليها التسابق والتنافس الإعلانى المحموم والمدفوع فيه المليارات والذى لا يعبر أغلبه عما وصل إليه ضعف مستوى الخدمات التى تقدم للناس وخاصة بالنسبة لشركات الاتصالات!! ثم تُلح الإعلانات الكاشفة عن واقع ووقائع تسقط فيها العدالة الاجتماعية قتيلة أمام منتجعات ومدن وتجمعات وشواطئ فاخرة ومدن عصرية وعالمية كما يقولون وبشروط المدن الذكية فى الإضاءة والشرب والحدائق وحمامات السباحة وملاعب الجولف وسائر الخدمات ووسائل المواصلات عالم مسحور من الجمال والغنى والإبهار والأرقام الخيالية المطلوبة لتحلم بأصغر وحدة فيها وتزيد مساحات الوجع والألم الإعلانات الكاشفة عن الواقع الحقيقى لجموع وملايين المصريين وغياب أبسط المطالب والحقوق الصحية والإنسانية يملأنى الألم وأثق أننى لست وحدي، فحجم ما يتم إنشاؤه من مستشفيات ومراكز لعلاج الأورام وأمراض الكبد والحروق وحوادث الطرق وأمراض الطفولة وأوجاع قلوبهم ودعوات للتبرع لاستكمال مشروعات أخطر ما تعلن عنه هو الانتشار المخيف لأخطر الأمراض ودون أن يهتم الإعلان بحق المواطن فى أن يعرف أسباب التفشى المخيف ووسائل الوقاية يهتم الإعلان فقط بما يخرجه ويأخذه من جيب المواطن. ◘ كشف الهوس والجنون الإعلانى عن حجم بين غنى فاحش وأقصى وأقسى مستويات الاحتياج والعجز والألم ويملك النصيب الأكبر من الثروة فى مصر قلة يسكنون المدن والمنتجعات الفاخرة وأغلبهم فى تصورى ينفصلون عن الواقع الذى يحيط بهم.. وإذا أنصفوا وأحسوا بحجم معاناة الواقع وقدموا ما عليهم أن يقدموه ما كانت مصر شهدت هذا القدر من الوجع والألم والصور والمرض، خاصة مع سعى الدولة إلى معالجة تشوهات اجتماعية كثيرة ورغم ما لم ينفذ من إصلاحات كثيرة فى منظومة الضرائب والحدود الدنيا والعليا فى الدخول لا أجد أكثر تعبيرا عنها مما نشر عما اكتشفته لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان من أن 17 مسئولا بوزارة القوى العاملة يتقاضون 46 مليون جنيه بينما يتقاضى 13 ألف عامل 65 مليون جنيه!!!! ونموذج آخر تقدمه أموال الأوقاف التى عاد الرئيس الأسبوع الماضى يطالب بحوكمة عائداتها وأصولها التى قال رئيس هيئة الأوقاف فى نوفمبر 2018 إن مال الوقف يتخطى التريليون جنيه!!! بينما تكشف دراسة 12/2018 أن القيمة التأمينية لأصول مصر المنسية تبلغ 15 مليار دولار وهذه الأصول عبارة عن مشروعات متوقفة ومبان بنسبة وأصول غير مستغلة!!! ◘ بالفعل حولت الإعلانات شهر الرحمة إلى شهر كاشف عن أقسى وأعمق تناقض نعيشه!! لمزيد من مقالات سكينة فؤاد