شيخ عموم المقارئ المصرية، الحافظ للقراءات، والمدقق للروايات، صاحب الجمع الثانى للقرآن فإذا كان الصدر الأول للإسلام جمعه مكتوبا فالشيخ محمود خليل الحصرى جمعه مسموعًا. ويقول الشيخ أحمد ربيع الأزهرى من علماء الأوقاف: خصَ اللهُ الشيخ الحصرى باصطفائه محسنًا وللقرآن حافظًا ولأحكامه معلمًا، فعندما فُتحت إذاعةُ القرآن الكريم خصهُ اللهُ بتسجيلِ القرآن كاملا وبرواياتٍ متعددةٍ بعدما أحجمَ بعضُ القراءِ الكبار لاختلافهم حول الأجر المادى الذى تعطيه الإذاعة لهم من ناحية أو خوفًا من عزوفِ الناسِ عن سماعهم وجهًا لوجه والاستغناء عن صوتهم بما يسمعونه فى المذياع فينقطع مورد رزقهم من ناحية أخرى.. وكان الشيخ الشعراوي: يقول: إن أردت أحكاما للقرآن محكمة فاسمع الشيخ الحصري. وُلد رحمه الله فى 17 سبتمبر من عام 1917 فى قرية شبرا النملة التابعة لطنطا بمحافظة الغربية بمصر. تتلمذ على الشيخ المقرئ إبراهيم بن أحمد سلام المالكي، شيخ القراء والإقراء بالجامع الأحمدى بطنطا، وغيره. تفرغ الشيخ الحصرى لقراءة القرآن ومدارسة علومه حتى وصل إلى شيخ عموم المقارئ المصرية، كما عين مراجعا ومصححا للمصاحف بلجنة مراجعة المصاحف وتصحيحها بالأزهر الشريف ثم نائبا لرئيس اللجنة ثم رئيسا لها بعد ذلك، كما عين خبيرا بمجمع البحوث الإسلامية لشئون القرآن بالأزهر الشريف، كما عين مستشارا فنيا لشئون القرآن الكريم بوزارة الأوقاف، وفى عام 1966م اختاره اتحاد قراء العالم الإسلامى رئيسا لقراء العالم الإسلامى بمؤتمر «اقرأ» بكراتشى بباكستان. وكل هذه المناصب العلمية الرفيعة تدل على رسوخه العلمى وتمكنه الفنى من قراءة القران وعلوم القراءات المختلفة، فالرجل هو أول من سجل المصحف المرتل فى أنحاء العالم برواية حفص عن عاصم وظلت إذاعة القرآن الكريم تقتصر على إذاعة صوته منفردا لمدة طويلة حتى أطلق الناس عليها إذاعة الشيخ الحصري، كما أنه أول من سجل المصحف المرتل فى أنحاء العالم برواية ورش عن نافع، و برواية قالون ورواية الدوريد. وكذا أول من سجل المصحف المعلم فى أنحاء العالم (طريقة التعليم). وكذلك المصحف المفسر (مصحف الوعظ)، وهو أول من رتل القرآن الكريم فى أنحاء العالم الإسلامى فى مقر الأممالمتحدة، وفى القاعة الملكية وقاعة هايوارت المطلة على نهر التايمز فى لندن ودعاه مجلس الشئون الإسلامية إلى المدينتين البريطانيتين ليفربول وشيفلد ليرتل أمام الجاليات العربية والإسلامية. كما أن الشيخ الحصرى عالم متفرد فى علم القراءات وله أكثر من عشرة مؤلفات فى هذا الشأن، بالإضافة لكتابه «رحلاتى فى الإسلام» والذى يسجل فيه الكثير من مشاهدته فى سفرياته المتعددة خارج القطر المصرى وهو يجوب العالم سفيرا للقرآن وعالما من علماء الإسلام. أوصى فى خاتمة حياته بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم وحُفَّاظه، والإنفاق فى كافة وجوه البر. توفى يوم الإثنين 24 نوفمبر 1980 بعد صلاة العشاء بعد أن امتدت رحلته مع كتاب الله الكريم ما يقرب من خمسة وخمسين عامًا.