من الكمالات التى أعطاها الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم انه لا تفتح أبواب الجنة حتى يشفع نبينا عليه الصلاة والسلام بفتحها فتفتح له، وعن ذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم «آتى باب الجنة فأستفتح فيقول الخازن من؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك. ويوضح الدكتور عبد الغفار عبد الستار رئيس قسم الحديث بكلية الدراسات العربية والإسلامية بجامعة الأزهر أن الجنة لا يدخلها أحد ولا تفتح لأحد من متقدمين ومتأخرين حتى يشفع نبينا عليه الصلاة والسلام بفتح أبواب الجنة، فيأتى ويستأذن ويطلب من الله الدخول، ثم يدخلها أهلها بعد أن يدخلها نبينا عليه الصلاة والسلام، وقد ثبت فى صحيح البخارى من حديث أنس أيضاً عن نبينا عليه صلوات الله وسلامه أنه قال: «أنا أول من يقرع باب الجنة». ولعلو منزلته صلى الله عليه وسلم، يدخل بسببه قوم الجنة بغير حساب، ولا ينشر لهم ديوان ولا ينصب لهم ميزان، وقد ثبت هذا فى الصحيحين من حديث ابن عباس رضى الله عنهما عن نبينا عليه صلوات الله وسلامه قال: [عُرِضت عليّ الأمم] أى مثلت له [فرأيت النبى ومعه الرُّهَيْط] تصغير رهط وهى الجماعة دون العشرة، والنبى ومعه الرجل والرجلان والنبى وليس معه أحد، إذ رُفع لى سوادٌ عظيم فظننت أنهم أمتى فقيل لى هذا موسى وقومه، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي: انظر إلى الأفق الآخر، فنظرت فإذا سوادٌ عظيم فقيل لي: هذه أمتك، ومنهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، ثم نهض، فدخل منزله، فخاض الناس فى أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، فقال بعضهم فلعلهم الذين صحبوا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا فى الإسلام ولم يُشركوا بالله شيئاً، وذكروا أشياء، فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم- فقال: ما الذى تخوضون فيه؟ فأخبروه، فقال: هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون، فقام عكاشة بن مِحصَن فقال ادع الله أن يجعلنى منهم، فقال: أنت منهم، ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلنى منهم، فقال: سبقك بها عكاشة. وهكذا يدخل هؤلاء الجنة بغير حساب ببركة شفاعته صلى الله عليه وسلم.