كانت البداية فى منتصف عام 2014 عندما اتخذ الرئيس عبدالفتاح السيسى بعد انتخابه مباشرة، قراراً إستراتيجياً بشق قناة السويس الجديدة على أن تنتهى خلال عام واحد وبأموال المصريين، وقتها لم يصدق أحد فى الداخل والخارج تحقيق هذا المستحيل خلال عام، فالقناة الأولى استغرقت 10 سنوات كاملة، لكن المصريين أبهروا الدنيا بجمع 64 مليار جنيه فى اسبوع واحد لشراء شهادات القناة، وهو رقم غير مسبوق، لكنه أكد من جديد القدرة على تحدى الصعاب وتحقيق الطموحات، فهذا شعب لا يعرف المستحيل، وسابق أبناء مصر الزمن ليلاً ونهاراً لإنجاز المهمة والتكليف الشعبى بإتمام القناة خلال عام واحد، وقد حدث بالفعل الافتتاح الكبير فى 2015، وبعدها دخلت مصر مرحلة الانطلاق للتنمية فى سيناء ومدن القناة والمنطقة المحيطة بقناة السويس، ووضع المخطط الاستراتيجى بحفر أنفاق فى بورسعيد والإسماعيلية وكبارى عائمة وشبكة طرق ومشروعات عملاقة صناعية واستزراع سمكى وتطهير للبحيرات وموان جديدة وأرصفة تزيد على 5كم لتستقبل السفن العملاقة، وشق الجبال وتحويل الصحراء إلى خضرة واستصلاح نحو 400 ألف فدان من أرض سيناء، وانشاء مصانع للرخام والجرانيت ومطار فى المليز والبردويل لسهولة الحركة ودعم خطة التنمية الشاملة على أرض الفيروز اضافة للجامعات والمستشفيات ومحطات المياه والكهرباء. ويوم الأحد الماضي، كان الموعد مع العبور الثانى بافتتاح الأنفاق العملاقة أسفل قناة السويس والتى توفر الكثير من الوقت والجهد على حياة وحركة السياحة والتنمية، وهو الإنجاز الذى صنعه قرابة ثلاثة آلاف عامل وفنى ومهندس من الشركات المصرية المدنية مثل المقاولون العرب وأوراسكوم وبتروجت وكونكورد، واستمر العمل نحو ثلاث سنوات ونصف طوال ساعات الليل والنهار، فى معدل عالمى لحجم الأنفاق وطولها وعرض كل نفق، ومعها نكون قد حققنا الهدف من سرعة الانتقال بين سيناء والوادى وكل المحافظات من خلال شبكة طرق تزيد على 1400 كيلو متر لتصل كل منطقة فى سيناء وسط وجنوب وشمال بأى بقعة فى مصر حتى مطروح وأسوان. وما يجرى الآن فى المكان الغالى على كل مصرى، يؤكد حرص الدولة على التنمية الشاملة فى مصر وأرض الفيروز أرض السلام والبركة والخير، وكان على الدولة أن توفر البنية التحتية اللازمة للتنمية التى افتقدتها سيناء خلال السنوات الماضية، مما جعل الإرهاب ينتشر فيها ويجد المكان والمأوى لتهديد أمن الوطن والمواطنين، خططت الدولة للتنمية فكانت البداية تطهير أرض سيناء من دنس الإرهاب الأسود الذى شكل خلايا نوعية وبنى قدرات عسكرية وميليشيات مجرمة فى عدة مناطق بوسط وشمال سيناء، وظل هذا حال سيناء منذ عام 2004 مع أول عملية إرهابية استهدفت فندق هيلتون طابا وبعدها تفجيرات دهب وشرم الشيخ، وواجهت الدولة هذا التنظيم الإرهابى ومع فوضى 2011، أعاد التنظيم بناء نفسه بأعداد هائلة وترسانة من التسليح من خارج البلاد، فكان الهدف زرع هذه العصابة الإرهابية فى تلك الأراضى لمحاولة تكوين بؤرة إرهابية لاستخدامها لزعزعة أمن واستقرار مصر، التى رفضت ترك أى مساحة للإرهاب يتحرك من خلالها لقتل المصريين، وتولت القوات المسلحة والشرطة، الدور الكبير فى تصفية وضرب الأوكار والعناصر الإجرامية وقطع رءوس هذا التنظيم طوال الفترة الماضية، وضحى أبطال القوات المسلحة والشرطة بحياتهم دفاعاً عن بقاء هذا الوطن وحماية لأرواح المصريين. ونحمد الله أن الرجال البواسل قطعوا شوطاً كبيراً فى هذه المواجهة ودوماً يكون النصر حليفنا. ما تشهده سيناء حالياً هو رسالة ثقة لتلبية رغبات أهلها بالتنمية الشاملة وإنفاق المليارات على مشروعات قومية متكاملة ضمن رؤية الدولة للتنمية فى كل ربوع المحروسة، وستكون سيناء منطقة جذب سياحى وسكانى واستثمارى مع امتداد شرايين التنمية واستكمال المدن الجديدة من رفح وبئر العبد وغيرهما، انه العبور الثانى للتنمية، بعد العبور الذى تحقق عام 73 بالنصر فى حرب أكتوبر وما تبعه من تحرير أرضنا من دنس العدو الصهيوني، واليوم نعمل على تطهيرها من دنس الإرهابيين أعداء الوطن، فمصر تستحق العبور الآمن لتحقيق أحلام وطموحات شعب لا يعرف المستحيل. لمزيد من مقالات أحمد موسى