إن ارتفاع معدلات الاستهلاك فى الدول الإسلامية خلال شهر رمضان، خاصة فى الشرق الأوسط، بنسبة تصل إلى 300%، يصب بشكل مباشر فى مصلحة عدد من الدول غير الإسلامية. ففى الشهر الكريم، يرتفع معدل استهلاك «الفوانيس» و«الكركديه» وغيرهما من المشروبات والأغذية الرمضانية، والتى عادة ما يعجز الإنتاج المحلى عن سد حاجة السوق فى هذا الموسم تحديدا. وهنا تبدأ دول مثل الصين والهند وغيرهما فى سد حاجة الأسواق فى الشرق الأوسط. وتأتى الصين على رأس الدول المستفيدة، فقد ارتفعت صادرات الصين بنسبة 106% للشرق الأوسط عام 2018، حيث شهدت الصين زياده فى صادراتها فى نهاية 2018 وبداية 2019 بنسبة 9٫9%. وهى الزيادة الأكبر التى يشهدها الاقتصاد الصينى منذ 7 سنوات. وبجانب ارتفاع معدلات استهلاك المواد الغذائية والملابس، يزيد أيضا الإقبال على شراء الأجهزة الإلكترونية، والملحوظ أن التجارة الإلكترونية تزدهر فى فترة رمضان والعيد، وذلك بسبب طول ساعات الصيام. وفى إطار رصده لمعدلات الاستهلاك فى الشرق الأوسط، كشف موقع «آمى إنفو» الاقتصادى الإلكترونى أنه فى رمضان يزداد الإقبال على شراء الهدايا وتبادلها، وغالبا ما يتم شراء هدايا من خلال الأسواق الإلكترونية. فترتفع نسبة المبيعات عبر الإنترنت وحجز الرحلات بنسبة 47% فى شهر رمضان. وأشار تقرير نشره موقع «برايس ريدير» إلى أنه خلال شهر رمضان ينفق المسلمون أكثر من 70 % من دخلهم على المواد الغذائية ،فى حين يرتفع معدلات الإنفاق على الملابس بنسبة 47% مقارنة بباقى شهور العام. وهناك قطاع آخر يستفيد من الشهر الكريم، وهى الدول التى تحصل على جانب كبير من أموال الزكاة والتبرعات الإنسانية خلال شهر رمضان. فقد أشار تقرير لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية إلى أن مسلمى بريطانيا بشكل عام فى 2016 تبرعوا بمعدل 38 جنيها استرلينيا فى الثانية خلال شهر رمضان.فى حين، بلغت تبرعات الفرد نحو 371 جنيها استرلينيا على مدار العام. وتم توجيه أموال الزكاة والتبرعات بشكل عام إلى سوريا والصومال ومشاريع خيرية فى بريطانيا. ومن ناحية أخرى، كشف موقع «ذا ناشون» أن مؤسسات الزكاة الماليزية تتلقى 1٫5 مليون دولار خلال شهر رمضان، فى حين أن السودان تتلقى 689 مليون دولار، أما إندونيسيا فتتلقى 250 مليون دولار كزكاة للمؤسسات الخيرية.