أكد الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى ضرورة تطوير كليات الصيدلة بمصر فى إطار تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسى بتطوير منظومة القطاع الصحى فى مصر، وخاصة فيما يتعلق بأعداد المقبولين بكليات الصيدلة بما يتناسب واحتياجات سوق العمل ويسهم فى توفير فرص عمل للخريجين محليا وعالميا، موضحاً أن هناك 16 ألف صيدلى يتخرجون سنوياً فى 42 كلية حكومية وخاصّة، وناقش الوزير مع لجنة الدراسات الصيدلية آليات تطوير الأداء بكليات الصيدلة، وتوفير فرص التدريب للطلاب محليا وإقليميا ودوليا، بالتعاون مع وزارتى الصحة والصناعة والجهات المعنية بصناعة الدواء مثل غرفة صناعة الدواء، وكذلك التحديات التى تواجه منظومة التطوير، وقانون مزاولة المهنة لإعداد وتأهيل الصيدلى المتميز. وتؤكد هذه الخطوة المهمة اهتمام الجهات المسئولة بوضع علاج حاسم لما أصاب مهنة الصيدلة لكى تعود لها هيبتها وقيمتها العلمية، ومواجهة تراجع مصانع الدواء الوطنية بقطاع الأعمال أمام منافسة المصانع الخاصّة التى قويت شوكتها، وتستطيع تحويل كل الأمور لمصلحتها، ويتضح ذلك فى فارق السعر الكبير بين الدواء فى المصانع الخاصّة ومثيله المتدنى سعره فى المصانع الوطنية، وعلى مستوى الصيدليات الخاصّة فقد تحولت إلى مهنة تجارية بعد أن اخترقها دخلاء لا ينتمون إلى المهنة، وكل هدفهم المكاسب المادية دون الاهتمام بصحة وسلامة المرضى بل توحّشوا بإنشاء سلاسل الصيدليات ومخازن الأدوية التى استحوذت على سوق الدواء بالأموال الطائلة، واستطاعوا بوسائل غير قانونية إغراق السوق بأدوية مهربة ومغشوشة، ومستحضرات مشكوك فى صلاحية مكوناتها، وقد تم ضبط أوكار تحت بير السلم عن طريق الجهات الرقابية والأمنية، ويدخل كثير منها تحت «جدول المخدرات والمنبهات»، وكأننا لا يكفينا ما انتشر بين بعض الشباب من تعاطى أدوية مازالت غير مدرجة فى الأدوية المخدرة والمنبهة ويحجبها الصيادلة الشرفاء إلا عن التذاكر الطبية لمرضى الحالات النفسية.. كل ذلك أدخل الصيدلى فى دوامة من التوتر والحيرة تشغله عن تطوير علمه ومهنته فى خدمة المريض المصرى بالإضافة إلى غياب الدور النقابى لانشغاله بأمور جانبية وخلافات لا تفيد المهنة فى شئ . إن وزارة الصحة تتحمل جزءا كبيرا من المسئولية، فرغم تخرج الآلاف من الصيادلة الإكلينيكيين فإنها لا تضعهم فى المكان الصحيح المؤهلين له بالمستشفيات لمصلحة المريض، ومنعا للاستهلاك الخاطئ للدواء كما يحدث فى الدول المتقدمة، ولنا القدوة فى معهد الأورام وبعض المراكز الطبية التى تعطى الفرصة كاملة للصيدلى الإكلينيكى، ومن ثمّ تحققت الاستفادة الكاملة للمريض وترشيد استهلاك الدواء، وهو هدفنا الأساسى. د. مصطفى شرف الدين