لا يحتاج أى مواطن أكثر من عمود معدنى وسلسلة حديدية وقفل، ليعتدى على الطريق العام الذى هو حق لكل مواطن، ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن يكون جزء منه حكرا على شخص بعينه، وللأسف فقد أصبحت هذه الخطوة من جانب البعض ظاهرة لا يمكن السيطرة عليها، سواء فى الشوارع الرئيسية أو الجانبية فى القاهرة أو فى المحافظات. الغريب فى الأمر أن بعض الأحياء أقدمت على ترخيص هذه الأعمدة المعدنية وفقا لبعض الاشتراطات، لكن الانتشار المخيف للظاهرة ينذر بأنها لن تكون أقل خطورة من انتشار مركبات «التوك توك» التى تتعامل معها وزارة التنمية المحلية اليوم على أنها أمر واقع لا مفر منه. وتقول سيدة فى أحد شوارع منطقة حدائق القبة، إن المسألة كانت هزلية عندما جاءت سيارة إسعاف لإنقاذ حياة مريض، ووقفت بعيدا عن مدخل العمارة بسبب الحواجز المعدنية. فيما يقول آخر إن شوارع منيل الروضة الراقية باتت ساحة للمعارك والمشادات بين أصحاب تلك الأعمدة وأى شخص يرغب فى صف سيارته، خاصة فى الشوارع التى توجد فيها عيادات أطباء بشكل كثيف. وعلى الرغم من الحملات التى تشنها الأحياء من حين لآخر لإزالة أطنان من هذه الحواجز المعدنية، إلا أنها تبدو كالوباء الذى لا شفاء منه، إما بسبب تورط البعض فى غض الطرف عن أصحابها - كما يؤكد بعض الأهالى - أو بسبب استسلام الشارع للأمر الواقع إزاء هذه التصرفات، واعتبارها أمرا لا مفر منه.