أن تسطع الشمس فى سماء مدينة الضباب وتلمس بشرة أهلها حرارتها فذلك أمر عظيم يقيم له البريطانيون الاحتفالات فى هذا الوقت من كل عام. ويشترك فى هذه الاحتفالات الكثيرون من مختلف الاتجاهات والأديان لا يجمعهم شىء سوى «العطش للشمس». وخلالها يتم تنصيب ملك وملكة ويحمل الرعية، الذين يطلقون عليهم « الرجال الخضر» ، وتدا خشبيا كبيرا يذهبون به إلى إحدى الحدائق الكبرى فى موكب ضخم بهيج يتابعه المارة . وبمجرد أن يصلوا يلفون حوله الأشرطة الملونة ويبدأون الاحتفال. وهناك يرقصون ويغنون ويقدمون فقرات مسرحية وشعرية بوجوه مطلية باللون الأخضر وعلى رءوسهم تيجان من الورد أوأقنعة حيوانات.. كل ذلك فى رسالة تعبر عن فرحتهم بسطوع الشمس. وربما كانت أقصى درجة وصلت إليها الحرارة فى لندن هى 28 درجة مئوية ، وبعدها تعود المدينة لتكتسى ببياض الثلج حتى شهر مايو .. وهو ما يفسر هذه الفرحة العارمة بظهور الشمس أخيرا بعد تسعة أشهر من الغياب المؤلم.