هل تريدون أن تعرفوا أين يذهب جزء كبير من أموال الأغنياء فى الغرب؟ اسألوا جامعة هارفارد الأمريكية التى حصلت فى العام المالى الماضى على 1٫8 مليار دولار عائدات أوقاف مخصصة لها قيمتها أكثر من 37 مليار دولار تم إنفاقها على العملية التعليمية ومنح الطلاب والبحوث والدراسات. ويتبرع رجال الأعمال فى الدول الغربية بمعظم ثرواتهم للأعمال الخيرية، ومنهم وارن بافيت الذى تبرع ذات مرة ب50 مليار دولار من ثروته التى بلغت 52 مليار دولار ويفعل مثله غيره كثيرون. والوقف, باعتباره مصدرا دائما للتمويل, عبارة عن حبس العين عن تمليكها والتصدق بالمنفعة على مصرف مباح. ويشمل الوقف الأصول الثابتة كالعقارات والمزارع وغيرها،ويختلف عن الصدقة فى أن الصدقة ينتهى عطاؤها بإنفاقها، أما الوقف فإنه مستمر. ومثل نظام الوقف الإسلامى على مدى ثلاثة عشر قرناً صورة من أروع صور التعاون الإنساني. تحدثت كتب التاريخ عن المستشفيات التى أنشأها فى مصر أحمد بن طولون وصلاح الدين الأيوبى والملك قلاوون. نقلت الدول الغربية نظام الوقف الذى حاربته فى بلاد المسلمين، وتتنافس على خدمة الأوقاف التى تعدّ من أقوى محركات التنمية البشرية والقيام بأعباء الخدمة المجتمعية والارتقاء بالخدمات الإنسانية ولعل أحدث التجارب العملاقة هو وقف بيل جيتس بقيمة 37 مليار دولار. فى أوائل القرن الماضى أوقفت الأميرة فاطمة الأرض المقامة عليها جامعة القاهرة وتنافس الأثرياء على التبرع لإنشاء الجامعة، نشهد حاليا تنافسا من رجال الأعمال على إنشاء الجامعات والمدارس الخاصة برسومها الباهظة، وهم مدعوون لرد الجميل لمصر وإنفاق وتخصيص جزء من ثرواتهم بنظام الوقف وغيره لإنشاء مؤسسات تعليمية جديدة ودعم القائمة، ولهم فى السلف الصالح وأثرياء الغرب أسوة حسنة. لمزيد من مقالات محمد عثمان