للأهل والأصدقاء الأعزاء من المسيحيين للنبيلة وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم وأيقونة قلوب الأطفال د. مجدى يعقوب والقس أندريه زكى الذى يشرفنى بالدعوة لجميع الأعياد والمناسبات والمفكر وعالم المصريات د. وسيم السيسى والمفكر الكبير د. مراد وهبة ود. سمير مرقص والأب أنطونيوس عزيز وأ. جمال أسعد.. وعفوا لمن لا تسعفنى الذاكرة بأسمائهم ولجميع أبناء مصر من المسيحيين.. أعياد قيامة مجيدة تتلاقى مع أعياد وطنية والذكرى ال37 لتحرير تراب سيناء الغالى المروى بالدماء الذكية لشهدائنا والمحمى بالله وبمقاتلين عظام من أبنائنا فى الجيش والشرطة وتتلاقى أيضا مع عطر شهر الصيام على الأبواب.. لعلنا نستطيع أن نحيى معانى ووسائل هذه الأعياد والمناسبات الكريمة ونجعلها قيما ومبادئ نعيشها كل يوم. من أكثر ما يؤلمنى ألا تتحقق العدالة الاجتماعية التى تضع نهاية للفقر والاجتياح وما قيل إنه حدث فى بعض لجان الاستفتاء على التعديلات الدستورية يجب أن يكون محل تحقيق ومحاسبة لمن قام به! وإن ظل إيمانى بأن الاحتشاد فى نسبته الأكبر بدوافع حبهم لبلدهم وخوفهم عليه وإدراكهم بحسهم الوطنى والتاريخى والإيمانى حجم المخاطر التى يتعرض له خارجيا وداخليا، وأن خروجهم ومشاركتهم يحميه ويحميهم.. ولايتوهم أحد أن هناك ما يمكن أن يبقى خافيا على وعى وإدراك هذه الأرصدة الشعبية حتى وإن بدا بسيطا ومتواضعا، فيجب ألا تترك الأمور تختلط وتنتهى فى مجملها للإساءة للمشهد الكلى وما فيه من إيجابيات، وليس خافيا أيضا من يريدون التشكيك فى كل ما يحدث، لذلك يجب أن تكون الشفافية والمصداقية واحترام الرأى الآخر الذى يريد أن يشارك فى تصحيح المسارات والسياسات من عوامل دعم الثقة والاطمئنان الوطنى وبما يكافئ ويليق بما تحملوه وصبروا عليه ومازالوا، ويخذل محاولات خفية وعلنية لإشعال الغضب والرفض. مما يقال الآن ولا يعرف الناس حقا أم باطلا أن زيادات قادمة فى الأسعار والكهرباء ورفع للدعم عن الوقود أُجل إعلانها إلى ما بعد الاستفتاء.. أرجو أن تسارع الحكومة لتقديم إجابات على هذه المخاوف، وأن يدرك المسئولون ما هو مردود ثبات صحة هذه المخاوف على إدراك صحيح لوقائع حياة ومعاناة الملايين من الأرصدة الشعبية والطبقة المتوسطة التى سحقتها القرارات والإجراءات الاقتصادية، وأنه أصبح من فروض وواجبات دعم الصلابة والصمود الشعبى أن تسارع الحكومة إلى السياسات والقرارات التى كان يجب اتخاذها منذ تقرر تنفيذ هذه الإجراءات الصعبة، وأن يتخذ نواب الشعب ما قصروا فيما كان يجب من تشريعات ترشد ما تنفقه الوزارات والمؤسسات، وتراقب وتحاسب كيف تنفق ميزانياتها الضخمة كمليارات الأوقاف والمجالس النيابية، بعد أن أصبحوا اثنين بدلا من واحد يكلف المصريين سنويا مليارا وثلاثمائة مليون جنيه!! وهل تذهب أموال الصناديق الخاصة إلى الأهداف التى أنشئت من أجلها والتعديلات التى لم تحترم ولم تنفذ الحدين الأقصى والأدنى للدخول وسائر ما يحقق للمصريين ما تطلعوا إليه ونادوا به منذ فجر تاريخهم من عدالة اجتماعية، وقضاء على التمييز الطبقى والاجتماعى والاقتصادى والإنساني، ويدخر من ثروات بلادهم المهدرة والمنهوبة ما يتطلبه إصلاح حقيقى لمنظومة العلاج وتأمين صحى عالى الجودة ينقذ المواطن الذى لا يملك حولا ولا قوة ولا مالا ولا واسطة من انتقاص كرامته الإنسانية فى مستشفيات لا آدمية، فى الوقت الذى توجد فيه عيادات فاخرة للكلاب وكوافيرات لتجميلها!! ولا يقل عن احتياجات منظومة العلاج ما يحتاجه البحث العلمى والتعليم، مع رجاء الاستماع إلى صرخات الطلبة والطالبات والأهالى وإدراك أن التشبث بالرأى الأوحد مهما أوتى من خبرة من أخطر ما يهددنا الآن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وإعلاميا!! لا أظن أننى أبالغ أو أتزيد عندما أقول إن الجموع والحشود والملايين من الأرصدة والظهير الشعبى كانوا دائما ومازالوا البطل الحقيقى لكل ما واجهته وعبرته بلادهم من أزمات وتحديات والبطل الحقيقى لما شهدناه خلال الأسبوع الماضي، وأن المرحلة المقبلة يجب أن تتصف بقدر كبير من إجراءات وسياسات ردالجميل للأرصدة التى لم تتوقف عن الاستجابة لكل ما وجه إليهم من نداءات ودعوات للخروج ومؤازرة بلدهم، وفى مشاركات إنسانية تتحدى تقدم العمر وانهيار الصحة!! نعم.. يجب أن تشهد وتعيش هذه الجموع رد جميل ومكافأة على ما قدموا ويواصلون تقديمه من تضحيات، وفى مقدمتها ما يبشر بتخفيف هذه المعاناة ويرفع قدرا من الأعباء المستحيلة للحياة، ويؤكد ما بشر به رئيس مجلس الوزراء عن انتهاء المرحلة الأصعب فيما اتخذ من قرارات اقتصادية، وأن الاقتصاد ينتعش، وما يحدث فيه من إنجازات مبهرة والإصلاحات الحديثة بدأت تؤتى ثمارها. وكما تساءلت الأسبوع الماضي: أليس من حق الملايين الذين لم يصل اقتصادهم إلى ما يتحدث عنه د. مصطفى مدبولى من نتائج مبهرة أن يجدوا انعكاسات وآثارا لها فى حياتهم وتكاليفها التى أصبحت فوق طاقاتهم وإمكانات احتمالهم وتوفير مقومات احترام وتنفيذ هذه الاستحقاقات من حريات فى الرأى والنقد والتقويم والاختلاف وعدالة المواطن وعدم التمييز، وألا نتوهم عندما نصفق ونغنى للملايين من أرصدة الصمود والاستقرار أننا وفيناهم حقهم؟!. لمزيد من مقالات سكينة فؤاد