الآن فقط، نستطيع القول، وبكل ثقة واطمئنان، إن كل الجهود التي بذلها خصوم الدولة المصرية في وسائل الإعلام الأجنبية، وفي أروقة المنظمات الحقوقية، لعرقلة أو تشويه استفتاء التعديلات الدستورية في مصر، قد باءت جميعها بالفشل. فكل الضجيج الذي أحدثته هذه العناصر وهذه الوسائل الإعلامية وهذه المنظمات، لم تحدث أي تغيير علي الأرض، فلا هي أقنعت المصريين بمقاطعة الاستفتاء، ولا بعدم شرعيته، ولا هي أقنعت الرأي العام العالمي، رسميا وشعبيا، بأن مصر علي الطريق الخاطئ. فقد شهدت الأيام الأخيرة قبل الاستفتاء حملة «مسعورة» من جانب معارضي تعديل الدستور، تكثفت بشكل واضح من خلال تقارير رويترز وأسوشييتدبرس وسي إن إن وبي بي سي، وغيرها، لتشويه استفتاء التعديلات الدستورية التي أقبل عليها المصريون بكثافة، وأوصلوا رسالتها للعالم واضحة وصريحة وقاطعة بأنهم لا يقبلون إملاءات من أحد فيما يتعلق بمصير وطنهم. فقد نشرت شبكة «سي.إن.إن» الأمريكية تقريرا بتاريخ 10 أبريل بعنوان «مصر تستعد للتصويت علي سلطة السيسي»، تضمن فيديو للناشط الحقوقي محمد سلطان تحدث فيه عن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لواشنطن أخيرا، التي كانت محصلتها هي الأخري ضربة قاصمة للعناصر الكارهة للدولة المصرية في الخارج. وفي هذا التقرير، سأل المذيع ضيفه عن الرسالة التي تبعث بها تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الرئيس السيسي هو رئيس عظيم ويقوم بمهمة رائعة، رد سلطان بسلسلة من الأكاذيب المعتادة عن مذابح وقمع واعتقالات مستندا إلي نفس المعلومات والأرقام المغلوطة التي يتم الترويج لها منذ سنوات ولم يصدقها أحد! وبتاريخ 10 أبريل أيضا، بثت وكالة «رويترز» خبرا بعنوان «مصر تحجب موقعا إلكترونيا للحملات يعارض التعديلات الدستورية»، حول إعلان مراقب الإنترنت نتب بلوكس عن أن مصر حجبت موقعا للالتماسات تم تأسيسه لجمع التوقيعات المعارضة للاستفتاء علي التعديلات قبل إجرائه، وذلك بعد ساعات من إطلاق الموقع، وزعمت الوكالة و»نت بلوكس» أن الحجب جاء بعد أن وصل عدد الموقعين علي رفض التعديلات إلي ستين ألفا، ونسيت الوكالة والمنظمة معا أن معارضي التعديلات قالوا آراءهم بكل حرية في البرلمان وفي وسائل الإعلام وفي لجان الاقتراع، ولم يتعرض لهم أحد! وأدلت بي بي سي بدلوها في قضية التعديلات الدستورية في أكثر من مناسبة، ومن بينها برنامج «بتوقيت مصر» الذي تضمن استنكار حمدين صباحي التعديلات الدستورية متوقعا رفض المواطنين لها، وادعاءه تخوف الرئيس من الشعب وكراهيته له! بقيت ملاحظة، وهي أن معظم وسائل الإعلام هذه قدمت تغطية شبه متوازنة وموضوعية لوقائع الاستفتاء نفسه، بعد أن شهدت بنفسها إقبال المصريين علي لجان الاقتراع، وعدم وجود أي عائق يعترض المصوتين برفض التعديلات، وظهر ذلك بوضوح من خلال التقارير والصور التي بثتها وكالات الأنباء والشبكات العالمية، بما فيها رويترز وبي.بي.سي. وسي إن إن، عن وقائع أيام الاستفتاء الثلاثة، بكل ما فيها من إيجابيات وسلبيات. فهل اقتنع الإعلام الأجنبي بأن كل تقديراته حول هذا الاستفتاء كانت خاطئة؟ وهل هذه هي المرة الأولي التي تقدم فيها وسائل الإعلام هذه تقييمات وتوقعات غير دقيقة للوضع في مصر؟