لم يعد تأثير اختلال ميزان العدالة الاجتماعية فى العالم مقتصرا فقط على التعريف المعتاد للفجوة بين الأغنياء والفقراء فيما يتعلق بعدم التكافؤ فى الدخل، بل امتد أيضا للخدمات الاجتماعية والثقافية، ومن بينها توفيرالكتب والمكتبات العامة، وبرغم التصاعد المطرد فى نشر الكتب سنويا فإن «فقر الكتب» أصبح أزمة جدية تدق لها الدول المتقدمة نواقيس الخطرمن أجل حماية مستقبل أطفالها. وتحذر من تداعياتها فى إطار تشجيعها على القراءة والاحتفاء بالكتاب فى يومه العالمى اليوم. ففى الولاياتالمتحدةالأمريكية تبين أن نحو 61٪ من الأطفال ذوى الدخل المنخفض فى أمريكا يكبرون فى منازل دون كتب، وأن هذه الفجوة تضع هؤلاء الأطفال من ذوى الدخل المنخفض فى وضع غير مواتٍ للنجاح فى المدرسة، حيث تبين أن 88٪ من طلاب الصف الأول سيستمرون فى القراءة دون مستوى الصف عند وصولهم إلى الصف الرابع. وفى بريطانيا، انطلقت أخيرا استغاثات تحذر من تداعيات «فقر الكتب» الذى ينهش بريطانيا حاليا، حيث واحد من كل ثمانية أطفال فى المملكة المتحدة لا يمتلك كتابًا واحدًا، فى ظل فقدان المملكة أكثر من 700 مكتبة منذ عام 2010 وبرغم غياب أى إحصاءات دقيقة حول معدلات القراءة فى العالم العربى، ووجود طفرة كبيرة ملحوظة فى ارتفاع معدلات القراءة فى السنوات الأخيرة خاصة بين الشباب، وهى مؤشر إيجابى على تحسن الأوضاع، لكن مازال أطفالنا فى كثير من المناطق المحرومة يعانون فقر الكتب مما سيؤثر بشكل قوى على معدلات نجاحهم فى التعليم، الأمر الذى يتطلب تعاونا عربيا موسعا من أجل وضع استراتيجيات عاجلة لمكافحة فقر الكتب إذا أردنا حماية مستقبلنا وتأمين تقدمنا وتطورنا.