ما ورد فى مرافعة إلياس إمام ومحمد جمال رئيسى نيابة أمن الدولة العليا أمام محكمة جنايات القاهرة الأسبوع الماضى برئاسة المستشار محمد شيرين فهمى أن محمد مرسى (أول جاسوس مدنى منتخب) كان عميلا للحرس الثورى الإيرانى يلفت النظر للغاية، فعلى الرغم من أن المحكمة كانت تنظر أوراق قضية التخابر مع منظمة حماس فإن مجال القضية اتسع ليشمل علاقات تخابر مرسى مع حزب الله والحرس الثورى الإيرانى، حيث انغمس وبعض أفراد مكتبه فى عمليات من شأنها الإضرار بأمن البلاد القومى وأمن الجيش، والموضوع له بعدان مهمان، أولهما هو أن تلك التنظيمات الدينية واحدة فى كل مكان، وهى تحاول فرض نمط معين للحياة يتيح لها الهيمنة السياسية على أى بلد، ولم يك غريبا أن محمد مرسى حرص على استضافة محمود أحمدى نجاد رئيس إيران ليقدم له اعترافا رمزيا ومعنويا بالجمهورية الإسلامية فى إيران رغم تآمرها المتواصل على مصر الذى بلغ ذروته الكبرى فى اشتراك إيران مع حزب الله اللبنانى (أحد أذرعها) فضلا عن منظمة حماس فى اقتحام السجون إبان عملية يناير عام 2011، وثانى البعدين المهمين فى عمالة محمد مرسى للحرس الثورى الإيرانى تبدو واضحة فى تحركه اللحوح وتنظيمه لتشكيل ما سموه الجيش الإسلامى الموازى الذى حاولوا فيه استنساخ تجربة الحرس الثورى الإيرانى وضرب مؤسسات الدولة الوطنية عبر تلك الازدواجية.. وموضوع العلاقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية والحرس الثورى الإيرانى ربما يتضح أكثر إذا راجعنا نصوص المكالمات التليفونية المسجلة بين محمد مرسى وأيمن الظواهرى زعيم القاعدة إذ رغم أن القاعدة تنظيم سنى كما الإخوان فقد بدا من تلك المكالمة أن شيعية إيران والحرس الثورى لا تقف عائقا أمام تعاون مرسى والظواهرى معها لا بل وانصياعهما لها، ولعلكم تلاحظون أن الحرس الثورى وحماس وحزب الله اللبنانى هى ثلاث منظمات مصنفة دوليا على أنها إرهابية بينما منظمة الإخوان مصنفة محليا على أنها إرهابية، يعنى نحن أمام أربع منظمات يوحد بينها العمل الإرهابى المنسق، ومن ثم كان من المنطقى أن يكون عضو أحدها عميلا للثلاث الأخرى، وهكذا كان مرسى عميلا لمؤسسة الإرهاب بكل منظماتها، لا بل وراح يمعن فى ممارسة كل متهتك ومبتذل يؤكد عمالته لها. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع