وسط حالة من السيولة والتحديات والتهديدات وتزايد التدخلات الخارجية فى المنطقة العربية التى تشهد صراعات وحروبا أهلية وأزمات متعددة, تعد مصر بمثابة القلب الصلب وصمام الأمان وقوة تمثل الأمن والاستقرار, حيث شكل الدور الإقليمى لمصر عاملا مهما فى الحفاظ على النظام الإقليمى العربى ومنعه من الانهيار فى ظل تزايد الأدوار الخارجية التى تسعى لتحقيق مصالحها على حساب المصالح العربية, كما أن هذه التدخلات الخارجية ساهمت فى تعقيد وإطالة أمد الأزمات العربية. ينطلق الدور الإقليمى المصرى من ثوابت واضحة وراسخة تحكم السياسة الخارجية والمواقف المصرية فى التعامل من قضايا الإقليم, وأبرزها، أولا: الدفاع عن الثوابت العربية خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وتأكيد أهمية وضرورة تحقيق السلام العادل والشامل الذى يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية وحل قضية اللاجئين, ومن ثم التحذير من أى صيغ أخرى لا تحقق هذا السلام العادل والشامل، وثانيا:مساعدة الدول العربية على تجاوز أزماتها الداخلية، حيث تنحاز مصر إلى دعم الدولة الوطنية ومؤسساتها الشرعية وعدم الاعتراف بالمليشيات والكيانات والتنظيمات المسلحة التى تشكل تحديا للدولة الوطنية وتسهم فى تفتيت تلك الدول وتعميق الصراع والاستقطاب فيها، وهو ما تجسد فى مواقف مصر من الأوضاع فى سوريا وليبيا والسودان واليمن، حيث ساندت مصر الشعوب العربية والدولة الوطنية لتحقيق الأمن والاستقرار فى تلك الدول وتجاوز التحديات التى تواجهها ودعم الحلول السياسية التوافقية فيها عبر ترسيخ مبدأ المواطنة الذى يساوى بين الجميع دون تمييز. وثالثا:مواجهة مشكلة الإرهاب والتنظيمات الدينية المتطرفة التى توظف الدين لأغراض سياسية، ويرتكز الموقف المصرى على المواجهة الشاملة للإرهاب, عسكريا وسياسيا وأمنيا وفكريا وتنمويا، كما يعتمد التحرك المصرى على الربط بين الأزمات والمشكلات، فاستمرار الحروب يؤدى إلى تصاعد الإرهاب والهجرة غير الشرعية، ومن ثم تتحرك مصر على مسارات متوازية عبر إنهاء الحروب والأزمات العربية، بالتزامن مع مواجهة الإرهاب وبالتوازى مع مسار دعم التنمية وتوفير مستقبل أفضل للمواطن العربي. وليظل الدور الإقليمى لمصر رمانة الميزان فى تلك المرحلة الصعبة فى تاريخ العالم العربى من أجل تجاوزها والانطلاق صوب الاستقرار والازدهار. لمزيد من مقالات رأى الأهرام