قديما قالوا: البيوت السعيدة ليس لها صوت، ولا يصدر عنها شكوي، ولا تدور حولها حكاية، فالسكوت علامة الرضا، والرضا يعنى السعادة، وفى أفلام الحب القديمة، لابد من نهاية سعيدة، أياً كانت التحديات، البطل يتزوج البطلة، وينتهى الكلام. المشكلة أن السعادة لا تدوم، فالزواج يبدأ بالحب، وينتهى بالملل، ويحطمه الصراع، الرجل يريد أن يحكم، وكذلك المرأة، ويشتعل الخلاف، هو على خطأ وهى على صواب، هو يفهم، وهى لا تفهم، وتتسع الهوة، والمشكلة أساسا، من يمسك اللجام. فى كل زواج، هناك شيء ناقص، إذا وُجد الحب، لم يتوفر المال وإذا وُجد المال، يتبخر الحب، وإذا توافر الاثنان، ظهرت أسباب أخرى للنكد الرجل يتهم المرأة، والمرأة تتهم الرجل، هكذا يموت الحب، وتنعدم السعادة، ومن العناد ما قتل. وأحيانا تتوافر كل أسباب الراحة، المال موجود، والقوة والسلطة، وكل ما يبعث على البهجة، ولا توجد سعادة، فهو لا يرى إلا نفسه، وهى لا تسمع إلا صوتها، والسعادة تنبع من الداخل، وليس من الخارج، ونبحث عن حل، والحل موجود، لكننا لا نراه. تقول الأسطورة، عندما هبط الحب إلى الأرض، رفضت وجوده الكراهية، وكذلك الأنانية، وتآمر الاثنان عليه، من أجل المال، وعندما اختفى الحب، كره البشر بعضهم، وكرهوا أنفسهم، وعاشوا فى جحيم، وعندما عرفوا السبب، كان الوقت قد فات. وهنا تنتهى الحكاية، ويظل السؤال مطروحا، هل يوجد بيت سعيد؟