كعادتها السنوية، والتى تنفرد بها على مستوى الجمهورية، استعدت مدينة القصير بمحافظة البحر الأحمر للاحتفال بموروثها الثقافى الذى تتناقله الأجيال وهو ما يسمى بمهرجان «المحمل» أو ما يسمى التوابيت والذى يتكرر مرتين كل عام الأولى يوم النصف من شعبان والثانية صبيحة عيد الفطر المبارك، حيث يحرص الكبير والصغير والفتاة والمرأة على المشاركة فى طقوسه التى تتم وفق نظام معين لا خروج عنه. وتعود قصة مهرجان المحمل بالقصير كما يقول الشيخ يحيى أحمد القويضى، وكيل مشيخة الطرق الصوفية بالقصير إلى احتواء المدينة على نحو 22 ضريحاً لأولياء الله الصالحين شيدت خلال حقب زمنية متعاقبة منذ مئات السنين تنفرد بها المدينة دون غيرها رغم صغر مساحتها وقلة عدد سكانها وأن معظم أصحاب هذه الأضرحة وفدوا للمدينة ضمن القوافل التجارية التى كانت تأتى إما عبر أقدم طريق برى مصرى يربط القصير عبر مينائها الأثرى القديم على شاطئ البحر الأحمر بوادى النيل وهو طريق وادى الحمامات أو كما كانوا يطلقون عليه «الطريق إلى بلاد بونت» والطريق الأول إلى بلاد الحجاز، حينما كانت التجارة المصرية رائجة مع بلاد بونت وشبه الجزيرة العربية ومنهم من جاء بحراً ضمن رواد المراكب التجارية الوافدة للمدينة أيضا لنفس الغرض وأبرزهم الشيخ عبدالغفار اليمانى وهو يمنى الأصل وعبدالله الهندى وهو من الهند والشيخ الفاسى وهو مغربى الأصل والتكرورى من دولة مالى والشيخ الزيلعى من الصومال، علاوة على أولياء مصريين أبرزهم عبد القادر الجيلانى والشيخ الطرمبى وأبو ريالات وأبو فراج والسيسى والشيخ سليم. وأشار إلى أنه منذ الأجداد القدماء وحتى يومنا هذا يتم الاحتفال بهؤلاء الأولياء من خلال نظام معين استقر فى الوجدان ومازالت ترتضيه الغالبية من السكان حيث اتفق أهالى المدينة على الاحتفال بهم فى مناسبتين سنوياً الأولى فى صباح النصف من شعبان والثانية صباح عيد الفطر المبارك بحيث يتم تقسيم أصحاب الأضرحة إلى جزءين: الاحد عشر ضريحا الاول يحتفى بأصحابها من الأولياء بمناسبة ليلة النصف من شعبان حيث يطلق أهالى المدينة على هذه المناسبة «عيد النص» ويتبقى الاحتفال ببقية الأولياء وهم 11 ولياًً ليقام يوم عيد الفطر بالذات وهذه المظاهر تجعل المدينة تعيش فى بهجة العيد الحقيقية، حيث تجدد المشاعر بالعيد وتجعل الأهالى يتلاحمون فى الشوارع والمنازل حيث يتحول المشهد لكرنفال رائع يتقدمه المزمار البلدي.