من المألوف فى شوارع واشنطن أن ترى من يمارس رياضة الجرى بها، أفرادا أو جماعات, خاصة خلال ساعات الصباح الأولى، بشكل طبيعى جدًا, لأن الرصيف هناك لا يقل عرضه, تقريبا عن 4 أمتار, ولا توجد به أشغال, وليس هناك من يعتدى على الرصيف من أباطرة أصحاب المحال والمقاهى, أو الأكشاك, أو الباعة الجائلين. من الصعب أن ترى من يزاحم المارة على الرصيف فى شوارع واشنطن, بالإضافة إلى أن الأرصفة تتم صيانتها باستمرار, والصيانة لا تعنى انتشار السيراميك والأشياء المستفزة والمكلفة، الموجودة على الأرصفة المصرية, لكنها صيانة عادية, فهى أرصفة نظيفة, وكلها «بلاط» عادى جدًا بعيدا عن «البهرجة» والتكاليف الزائدة, التى نلجأ إليها لتجديد الأرصفة, لكنها لا تستمر إلا قليلا, ثم يتم هدمها, وإعادة تجديدها مرة أخرى. للأسف اختفت الأرصفة فى معظم شوارع القاهرة تحت وطأة تعديات أصحاب المحال والمقاهى, والأكشاك العشوائية, والكارثة الأكبر هى حجم الباعة الجائلين الرهيب, الذين أصبحوا يحتلون الأرصفة, وقاموا بتحويلها إلى محلات للملابس فى الشوارع.. وبنظرة سريعة على شارع 26 يوليو, من ناحية الكورنيش وحتى شارع الجلاء, وفى المناطق المحيطة بمستشفى الجلاء للولادة, نجد عودة الهجمة الشرسة للباعة الجائلين مرة أخرى إلى تلك المناطق. للأسف, الشديد, الظاهرة عادت للظهور بكثافة, مرة أخرى, بعد أن كانت اختفت لفترة, ثم هى الآن تعود أقوى مما كانت, وتتمدد بشكل سريع فى المناطق المجاورة, وأخشى أن تتحول شوارع القاهرة, مرة أخرى, إلى كتل عشوائية من «استاندات» الملابس, بالإضافة، طبعا، إلى عشوائيات أصحاب المحال والمقاهى. الظاهرة تحتاج إلى وقفة صارمة, والبداية من فرض عقوبات صارمة على أصحاب المحال والمقاهى المخالفين, وتعميق ثقافة الانضباط, ليعود الرصيف ملكا للمواطن، كما كان. لمزيد من مقالات عبدالمحسن سلامة