شبه جزيرة سيناء هذا هو الاسم العلمى والجغرافى لأرض الفيروز.. مساحتها تبلغ 60 ألف كيلو متر مربع، حيث تشكل أرضها الجزء الآسيوى من مصر وتفصلها قناة السويس عن القسم الإفريقى من البلاد.. وتمتد سيناء بشكل مثلث قاعدته إلى الشمال يحيطه البحر المتوسط شمالا وفلسطين وخليج العقبة شرقا وخليج السويس وقناة السويس غربا.. سطحها جبلى بركانى فى الجنوب حيث توجد أعلى قمم مصر فى جبل القديسة سانت كاترين بارتفاع 2280 مترا فوق سطح البحر، وتمتد فى داخلها مجموعة أودية أهمها وادى العريش، أما شمال سيناء فهو منطقة سهلية تنتشر فيها الكثبان الرملية التى تتميز بقدرتها على حفظ وتخزين المياه الجوفية. واليوم ونحن على أعتاب الذكرى 37 لتحرير سيناء عندما رفع الرئيس الأسبق مبارك علم مصر عليها يوم 25 أبريل عام 1982.. لابد أن نقول إن أعظم ما حققناه بعد التحرير أننا نجحنا فى شطب أكبر الأخطاء فى سجل المعرفة المصرية على مدى قرون طويلة سابقة ما كان يقال فى وصف سيناء بأنها مجرد صحراء جرداء، إلا أن باطن الأرض فيها كشف عن احتوائها لكنوز ثمينة من البترول والعديد من المعادن، فضلا عن أنواع نادرة من الرخام والرمال النقية التى تستخدم فى صناعات الزجاج. والأهم من ذلك كله أننا الآن رغم ضراوة الحرب ضد الإرهاب تدور على أرض سيناء أضخم ورشة عمل مصرية لإعادة رسم خريطة هذه البقعة الغالية من أرض الوطن لتكون جزءا أساسيا من منظومة الإنتاج والبناء، وليست معجزة إنشاء الأنفاق الخمسة تحت قناة السويس لربط سيناء بالوادى بالتوازى مع ملحمة تطهير شبه الجزيرة من بقايا فصائل الإرهاب سوى دلالة على أن مصر باتت على أعتاب إنجاز سياسى واستراتيجى غير مسبوق، لا يقتصر فقط على عمليات البناء والتعمير والتنمية والاستثمار وإنما يمتد الإنجاز لتغيير وجه الحياة تماما بتركيبة سكانية وبنية اجتماعية تليق بالطموحات المشروعة لمصر الجديدة، وهو ما يؤكد ارتباط مستقبلها بمستقبل مصر كلها.. وعلى جنرالات المقاهى و«حشاشين» السياسة الكف عن تعاطى برشام «صفقة القرن» لأن سيناء ليست للبيع أو للمساومة وقد كانت رسالة الرئيس السيسى لأمريكا واضحة تماما خلال محادثاته مع ترامب. خير الكلام: يبدأ الصحفى مهمته كجهاز استقبال قبل أن تصقله الخبرة ويتطور إلى جهاز إرسال! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله