مع تزايد أعداد وسائل الإعلام التى تبث من تركيا لانتقاد سياسات الدول العربية، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن تركيا التى تسعى لتصوير نفسها دوما ب«صورة الملاذ الآمن» للمعارضين الفارين من بلادهم، تقوم فى الواقع بقمع معارضيها فى الداخل وتضطهدها على نحو أكبر. وذكرت الصحيفة أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يحرص دوما على استقبال المعارضين الفارين من الدول العربية، لتعزيز شعبيته فى هذه الدول، حتى ولو على حساب علاقاته الدبلوماسية بتلك الدول. وأكدت أن أنقرة لا تمنح كل المعارضين الفارين إليها نفس مساحة الحرية، مؤكدا أن درجة النقد تتباين، وفقا لعلاقات تركيا الخارجية مع الدول التى يفد منها هؤلاء المعارضون. وتابعت أن تركيا التى ترد دوما على موقفها من جاراتها العرب، بأن تلك الدول تمارس انتهاكات كبيرة فى مجال حقوق الإنسان، تمارس حجما أكبر من القمع والتضييق على معارضيها، ولا سيما بعد انقلاب عام 2016 الفاشل ضد أردوغان، موضحة أنه منذ ذلك الحين تم اعتقال آلاف الأكاديميين والمحامين والصحفيين والمعارضين السياسيين، فضلا عن إغلاق أكثر من 180 وسيلة إعلامية. من جهة أخري، تقرر تأجيل إعلان النتائج النهائية للانتخابات المحلية فى مدينة إسطنبول من جديد، وذلك بعد أن تلقت اللجنة العليا للانتخابات طعنا جديدا من حزب العدالة والتنمية الحاكم وحليفه حزب الحركة القومية اليمينى المتشدد، وعليه أصدرت اللجنة قرارا بإعادة فتح 400 صندوق انتخابى آخر، مما يعنى أن الأمر قد يستغرق أسبوعا على الأقل. وتنتظر المعارضة إعلان النتائج النهائية فى إسطنبول كى يتسلم الفائز، وهو مرشح حزب الشعب الجمهورى المعارض أكرم إمام أوغلو محضر التنصيب كرئيس بلدية المدينة. وكانت تسريبات أشارت فى وقت سابق أمس إلى أن اللجنة العليا للانتخابات سوف تستجيب فى النهاية لضغوط أردوغان وتعيد الانتخابات فى إسطنبول على أن تجرى فى 2 يونيو القادم.وقال نائب رئيس «العدالة والتنمية» الحاكم على إحسان ياووز، أن الحزب أتم تحضيراته للتقدم ب«طعن استثنائي»، بهدف إلغاء الانتخابات المحلية بإسطنبول وإعادتها فى وقت لاحق، وذلك فى أعقاب رفض السلطات الانتخابية طلبا سابقا للعدالة والتنمية بإعادة فرز كل الأصوات بجميع دوائر المدينة لوقوع مخالفات، وإن الانتخابات المحلية شابتها «جريمة منظمة» فى صناديق الاقتراع بإسطنبول. وكشفت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية عن أن حزب العدالة والتنمية سيقدم طلب الطعن والمرفقات، إلى اللجنة العليا للانتخابات فى وقت قصير جدا. يأتى ذلك فى الوقت الذى كان ترقب فيه العالم أمس محاكمة إيرول أوندروغلو مراسل منظمة «مراسلون بلاحدود»، المعنية بحرية الصحافة أمام محكمة فى إسطنبول.