لا أعتقد أن الأمن القومى العربى مهدد فى أساسياته وقواعده كما هو فى هذه المرحلة الدقيقة.. أنظر إلى ما يحدث فى الجزائر، وليبيا، والسودان. الكل دخل فى مواجهة مع المجهول.. ليبيا على أعتاب مرحلة إما سيطرة الجيش الوطنى الليبى الذى استعاد وحدة معظم الأراضى الليبية وكافح ببسالة روافد الإرهاب القطرية التركية ومازال.. ونتمنى له النجاج فى تحرير طرابلس من العصابات والميليشيات التى استباحت ثروات ليبيا وفشل المجلس الأعلى الذى تشكل وفق اتفاق الصخيرات فى مهمته وقوضه صراع الجماعات المتدثرة بالدين.. كل فصيل يسعى إلى التهام أكبر قطعة من الكعكة.. وكان توصيف المبعوث الأممى لليبيا دقيقا حينما قال: كل الفرقاء فى ليبيا مستفيدون ومرتاحون للأوضاع الحالية.. ما يعنى أن أفق الأزمة بلا ملامح. .. الجزائر التى ضربتها موجات «الربيع العربي»، متأخرا لا تهدأ ولن تهدأ وسط ضغوط الشعب بضرورة الخلاص من كل رموز الحقبة السابقة.. والكل فى اختيار صعب ما بين مساومات ومناورات وخطط لتجاوز هذا الوضع الدقيق ونتمنى لها خلاصا سريعا. اما السودان أحدث حبات العقد فى ملف« الربيع العربي»،. فقد حكمته جبهة الإنقاذ الإسلامية نحو 30 عاما.. ليفيق الشعب السودانى الشقيق على أوضاع اقتصادية منهارة.. وبلد انقسم إلى دولتين وفى طريقه لتقسيم جديد.. وتحكم رعاة الإرهاب فى المنطقة بصائره.. قطر وتركيا اللذين لهما معاملة تفضيلية على التراب السوداني. فى حين يقف المواطن السودانى وحيدا ليسدد من دمه فاتورة سنوات من الفشل والفساد، بعد أن أصبح السودان معبرا للتيارات المتطرفة ومستقرا لبعضها خصوصا عناصر جماعة الإخوان الإرهابية. المنطقة تعيش بالفعل أوقاتا عصيبة.. والأمن القومى المصرى فى حالة اختبار صعب بفعل هذه المتطورات غير المسبوقة.. حمى الله مصر وجيشها وقرارها فى مواجهة كل المكائد والمخططات. لمزيد من مقالات أحمد عبدالحكم