لا اعترف باستنساخ العمر وإعادة الزمن..إن كل محاولات الإنسان أن يعيد يوما أو يستعيد زمانا قد فشلت واعتقد أن هذا يدخل فى نطاق المستحيل.. إن اليوم وهو يودعك يقول لك بكل الوضوح والصراحة أنك لن ترانى..ولن أراك وهو صادق.. ولهذا أنا لا أتوقف كثيرا عند الأحداث والأشخاص والزمن..أما الأحداث فقد صنعها اناس غيرنا وهم أحق بما صنعوا..أما الأشخاص فأنت لا تضمن أن تراهم مرة أخرى..وأما الزمن فهو القطار السريع الذى لا تضمن دائما أن تلحق به.. إن بعض الناس يتصور انه قد يعيد حبا رحل أو شبابا سافر أو ذكريات تبدو احيانا كطيف عابر وإذا اقتربت منه لا تراه.. إن الشىء المؤكد أن الحب ابن زمانه وأقداره وأشخاصه والزمن ليس ملكا لأحد كما أن أقدارنا ليست بأيدينا، أما الاشخاص فهم أحد أسرار الحياة لأنك لا تدرى من تراه غدا ومن لا تراه.. إن الحب أجمل الأقدار رغم أننا لا نملك فيه شيئا..ماذا تفعل مع حبيب مضى ولا تملك أن تسترد معه ساعة من الزمن..إننى أتعجب حين أحاول أن أجد إنسانا يحاول أن يعيش شبابه مرة اخرى انك تستطيع أن تكون شابا دائما بالوهج والخبرة والإبداع ولكن ماذا تفعل مع جسد أرهقته متاعب السفر وجفاء الأحلام وقسوة البشر.. تستطيع أن تكون شابا وحدك ولكن لا تطمع أن يشاركك أحد شبابا رحل..إن البعض يراهن أنه يستطيع أن يعيد ساعات الزمن ولكن أى زمان هذا الذى تبحث عنه هل تبحث عن زمانك أم زمان الآخرين.. إذا عشت الزمن حلما فكيف تستعيد أحلام غيرك..هناك أشخاص سافروا بعيدا واصبحت لهم حياتهم واحلامهم واشخاص آخرون يعيشون معهم وأنت مازلت واقفا فى مكانك تستجدى عمراً أو زمانا ولا أحد يسمعك.. يكفى أن تسمع نفسك وأن ترى وجهك فى المرآة حتى لو غيرته الأيام.. حين تقف أمام المرآة ليس من الضرورى أن ترى نضارة عمر قديم ولكن يمكن أن ترى زهد شموخ مكابر وبريق خريف عنيد وترى قبل ذلك كله رحلة من الترفع فى المواقف والأفكار والرؤى.. صدقنى لكل زمان حلاوته ولكل عمر أحبابه فلا تندم على زمان لا يعود. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة