التضامن: حلول جذرية للظاهرة.. والمتسولون يجمعون أموالا طائلة بدأت ظاهرة التسول بمحافظة جنوبسيناء تنتشر بشكل لافت للنظر، يتخذ ممارسوها المقاهى وأمام المساجد والمصالح الحكومية والمستشفيات بالمدن الكبرى خاصة مدينة الطور مما يثير غضب الاهالى ويشوه إلى الوجه الحضاري، يأتى ذلك مع اختفاء ظاهرة عمالة الأطفال بمدن المحافظة، نظراً لانخفاض معدلات الأمية وزيادة نسبة التعليم وحفاظ الأسر البدوية والوافدين على الاستقرار الأسري. حاولنا رصد الظاهرة وكانت بطلاتها النساء اغلبهن من خارج المحافظة خاصة من المحافظات القريبة كالسويس والإسماعيلية والشرقيةوالدقهلية وقد احترفن التسول ويقمن باستئجار شقة واستغلال عدد من الأطفال، ويجبن المقاهى فى وضح النهار لممارسة حرفتهن المفضلة «التسول» وتزداد الظاهرة وضوحا وزخما مع اقتراب المواسم الدينية فى رجب وشعبان ورمضان وقبل أعياد الفطر والأضحى ولا يقل متوسط ما تتحصل عليه المتسولة عن 250 جنيها فى اليوم، حيث تبدأ عملها فى التاسعة صباحا وتأخذ فترة راحة لتبدأ فى الخامسة مساء وتنهى يومها فى العاشرة مساء ويقمن بالتحايل على المواطنين من خلال بيع المناديل الورقية . يقول فؤاد عبد العظيم وكيل وزارة التضامن الاجتماعى بجنوبسيناء إن تشغيل الأطفال فى الورش والأماكن التى كانت تستغل الأطفال فى أعمال قد انتهت تماما وذلك لأسباب عديدة منها ان المحافظة التى يقطنها قرابة 170 ألف نسمة لا يتعدى عدد الأطفال فيها 25 % بالإضافة الى انخفاض معدلات الأمية والتماسك الأسرى الذى يسود بين الأهالى سواء بالأسر البدوية أو الوافدين من المحافظات الأخرى المقيمين،كما ان المديرية تحرص على توعية الأطفال وأسرهم من أخطار التدخين والادمان والتسرب من التعليم والتفكك الأسرى من خلال عقد الندوات الدورية فى اماكن تجمع الأطفال سواء فى المدارس والمناطق البعيدة عن العمران فى الوديان والتجمعات البدوية وبيوت الطلبة ودور العبادة. أضاف فؤاد لكننا رصدنا العديد من النساء يتجولن بالشوارع ويستغللن الاطفال فى التسول خاصة فى المناطق الأكثر تجمعاً للمواطنين، وفور انتشار ظاهرة استخدام الاطفال فى التسول تمت دراسة الموضوع من الجانب الاجتماعي، وتبين ان جملة ما يحصل عليه المتسول اضعاف ما يحصل عليه من الاعانة من بند مساعدات ضمانية من مديرية التضامن الاجتماعى حيث يصل اقصى حد للمساعدة الضمانية إلى450 جنيها شهريا. وأضاف أن وزارة التضامن الاجتماعى قامت بوضع المحافظة على خريطة التكافل والكرامة والتى تعتنى بربط المساعدات الضمانية بالحالة الاجتماعية للاسر منها استمرار ابناء الأسر التى تستحق المساعدات فى المراحل التعليمية المختلفة ويتم هذا من خلال تقرير شهرى من مديرية التربية والتعليم يفيد باستمرار الابناء فى التعليم. من جانبه أكد عماد حلمى رزق الله مدير ادارة الدفاع الاجتماعى ودار الملاحظة لرعاية الاحداث بمديرية التضامن بالمحافظة انه بناء على تكليف من الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى لرصد ظاهرة عمالة الاطفال وأطفال الشوارع تم اجراء حصر شامل من خلال اعداد لجان ميدانية بدأت عملها فى 22 أكتوبر من العام قبل الماضي، بالاضافة الى تشكيل غرفة عمليات بالمديرية تعمل على مدى اليوم لرصد هذه الظاهرة وبدأت اللجنة عملها بدءا من رأس سدر وحتى مدينة طابا مروراً بكل مدن المحافظة وتم رصد 9 حالات لعمالة الاطفال، حالتان فى مدينة دهب و7 حالات فى مدينة شرم الشيخ تتراوح اعمارهم بين 12 و 18 عاما وجميعهم من خارج المحافظة منهم 6 اطفال ينتمون الى محافظة الشرقية وطفلان من محافظة المنوفية وطفل آخر من الدقهلية وأطلق عليهم أطفال شوارع حيث يعملون فى بيع المناديل الورقية والجرائد اليومية على المقاهى واماكن تجمع المواطنين فى محطات الاتوبيس واماكن انتظاره. ويرجع السبب فى ذلك الى التفكك الاسرى وزيادة حالات الطلاق وزواج الام من زوج اخر الذى تنشأ عنه معاملة غير جيدة للاطفال ووفاة عائل الاسرة ورغبة هؤلاء الاطفال فى جلب مصدر رزق حلال. وتبين اختفاء هذه الظاهرة بين أبناء المحافظة فلم نرصد طفلا واحدا يعمل من جنوبسيناء فى هذه الاعمال لأسباب عديدة منها حرص القبائل البدوية على الحفاظ على ابنائها والحفاظ على العادات والتقاليد وعدم التفكك الاسري. لذلك تم عمل استمارات اجتماعية لهم مدون بها الاسم والجنس والمحافظة وسبب العمل فى سن الطفولة وتم إرسالها الى مركز البحوث الاجتماعية والجنائية التابع لوزارة التضامن الاجتماعى لتقييم الوضع ووضع حلول جذرية لانتشار عمالة الاطفال واطفال الشوارع على مستوى الجمهورية وفور إرسال الاستمارة قررت الوزارة ارسالهم الى محافظاتهم لإيجاد مأوى وعائل اجتماعى مناسب لهم تحت مظلة الوزارة وفور عودتهم اختفت هذه الظاهرة من جنوبسيناء حتى الآن.