رسم الدكتور مصطفى الفقى صورة مستقبلية مبدعة لمصر فى ندوة نظمتها مكتبة الإسكندرية الأسبوع الماضى بعنوان «مصر تطرق أبواب المستقبل..رؤية موضوعية»، وقد نجح فى تحديد ملامح هذه الصورة وتحديد أبعادها، بيد أن جمهور الحاضرين لم يمنحه الفرصة الكاملة للانتهاء من قطعة الموزاييك الجميلة التى هم بتشكيلها..فقد استفاض البعض فى مداخلاتهم فاستقطعوا من وقت الفقى ليخرج أحيانا عن لوحته الفنية وعنوانها «استعراض فرص صعود مصر كقوة إقليمية». ولكن رغم المقاطعات والمداخلات غير المجدية، كشف الفقى عن أن مستقبل مصر مشرق ولا يدعو للقلق عليه، ليس هذا فقط، بل وحدد مكامن القوة وحيثيات تقديراته، ومنها دور مصر الدولى المتصاعد خصوصا فى القارة الإفريقية، لتستعيد مصر مكانتها لما كانت عليه إبان عهد الرئيس جمال عبد الناصر. وكشف حجم المؤامرة التى كادت توقع بمصر فى براثن الفوضى والدمار على غرار انهيار بعض الدول العربية الأخري، لولا قدرة القيادة السياسية فى فهم أبعاد الموقف الإقليمى والدولى وحجم التحديات والمخاطر والتعامل معها بحكمة بالغة، لتنجو مصر من حالة ظلامية وتقتحم عالم المستقبل بصناعات ومشروعات قومية قوية ستنقلها إلى مصاف الدول المتقدمة، رغم الثمن الاجتماعى الذى تحمله الشعب المصري، ولكنه بدأ مرحلة جنى الثمار ومنها القرارات الاجتماعية الأخيرة للرئيس بشأن تحسين أوضاع المصريين. وقد راهن الفقى على أهمية الخيال وكيف يصنع المستقبل، فإذا لم تكن للدولة القدرة على تخيل أوضاعها خلال السنوات المقبلة فستظل «محلك سر»، وهذا يضاف الى قوة مصر الحالية، فواجهت الجمود الذى جثم على أنفاسها سنوات طويلة لترسم صورة مشرقة لليوم والغد.. ولم تغفل رؤية الفقى حسابات مصر الدقيقة وقراراتها الصائبة فى المجالات كافة، لتحقق نجاحات متعددة على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، بدليل تبدل رؤية الغرب وأمريكا والعالم لمصر، حيث أصبحنا شركاء فى القرار الدولى وليس خاضعين له. وعكس كل الكتابات التى تمجد فى هذا الزعيم أو تنال من ذاك، ركز الفقى على نقطة مهمة وهى أن تاريخ مصر عبارة عن حلقة واحدة وليس سلسلة حلقات، فكل زعماء مصر يكملون بعضهم بعضا، ولا يجب تفصيل كل فترة على من يتولى الحكم وقتها. لمزيد من مقالات محمد أمين المصرى