كرمت جامعة عين شمس واحدا من ابرز علمائها وعلماء مصر وهو الصديق د.احمد عكاشة، ورغم كل مظاهر التكريم التى عاشها فى دول كثيرة وجامعات مختلفة فإنه كان سعيدا بتكريم جامعته وبلده، مهما كانت الأوسمة فى الخارج إلا أن أوسمة الوطن لها مكانة خاصة.. والدكتور عكاشة اسم له بريق خاص فى واحد من أهم التخصصات فى الطب لأنه أقربها إلى الإنسان انه الطب النفسى الذى يترك آثاره على البشر جميعا من كل الألوان والأجناس، ولا شك أن هذا الفرع من فروع الطب يشمل الكيان الإنسانى كله جسدا وصحة وفكرا وامراضا ومقاومة.. إن الطب النفسى يعنى الإنسان بكل تفاصيل هذا الكائن الذى خلقه الله فى هذه الصورة.. إن تجربة احمد عكاشة لم تتوقف عند الحالة النفسية والعصبية لهذا الإنسان ولكنها اقتربت منه فى كل شىء أفكاره ومعاناته ومقاومته وحتى أحلامه وطموحاته ولهذا كانت معظم الدراسات التى قدمها تتسم بالعمق والشمولية ومحاولة تحليل كل جوانب هذا الكائن الذى وضعه الله سبحانه وتعالى فى قمة مخلوقاته.. لقد قدم احمد عكاشة دراسات كثيرة حول الإنسان الظواهر والأفاق والتحديات وكان يرى أن هذا الكائن المعقد يحتاج إلى دراسة أعماقه قبل الوصول إلى ظواهره وهنا كانت تحديات العصر ومتغيراته الفكرية والثقافية والنفسية محطات توقف عندها احمد عكاشة بكل العمق والبحث والدراسة.. من اجل هذا كانت أبحاثه محل تقدير واهتمام فى دوائر علمية عالمية حول متغيرات الفكر والظواهر النفسية الجديدة التى حملتها الحضارة المعاصرة وقضايا الشباب وأعراض شيخوخة الفكر وليس فقط شيخوخة الزمن والإدمان ودنيا المشاعر والخوف والقهر والحريات وكل هذه الظواهر فى حياة الشعوب.. من اجل هذا العمق وهذه الرؤى تولى احمد عكاشة مواقع هامة فى مؤسسات وجمعيات عالمية تناقش أحوال البشر إنه الإنسان معجزة الله فى الأرض.. لم يحتفل الإعلام المصرى كعادته بتكريم احمد عكاشة فى جامعة عين شمس بحضور وزير التعليم العالى د. خالد عبد الغفار وعدد من الوزراء ورئيس الجامعة وعمداء كلياتها وتلاميذها، انها لحظة تكريم لقيمة عظيمة ونبيلة لواحد من أبناء مصر المبدعين.. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة