يخطئ من يظن أن صحوة الشعب المصرى وانتفاضته الشاملة فى ثورة 30 يونيو 2013 كانت مجرد انتفاضة سياسية تعبر عن فكر سياسى مناهض للفاشية الدينية، التى استلبت مقادير الأمور فى أجواء الفوضى والرعب التى أعقبت أحداث 25 يناير 2011، وإنما هى فى الأساس انتفاضة اجتماعية تنادت عليها جموع الملايين من المصريين بغية بناء مجتمع جديد لا يعرف التعصب الدينى أو الإقصاء السياسى وإنما ترتكز أعمدة البناء فيه على تقاليد عريقة مستمدة من وحى الوطنية المصرية بأبعادها الإيمانية والروحية التى تفتح أبواب ونوافذ الأمل لمستقبل آمن ومستقر. نعم لم يكن الخروج الكبير فى 30 يونيو خروجا سياسيا بالمعنى التقليدى للمفاهيم السياسية، وإنما كان تعبيرا عن غضب عارم لشعب أدرك من فجاجة الممارسات الإقصائية للجماعة أنه لم يعد هناك مجال للصبر والانتظار وإلا فإن المأزق سوف يزداد ضيقا واستحكاما فتهب رياح اليأس والإحباط التى قد تسد كل سبيل للنجاة إذا تباطأ المصريون فى الخروج! وليست الهستيريا التى تسيطر على فكر وسلوك الجماعة عقب قرارات الرئيس السيسى الأخيرة بزيادة الرواتب والمعاشات التى أسعدت قلوب ملايين المصريين وأحيت أفراح الأمل فى نفوسهم سوى عناوين كاشفة لأجواء مخيفة ويائسة تعيشها عصابة الشر والكراهية التى جربت كل شيء، بدءا من عمليات الاغتيال الإرهابية وتفجيرات الديناميت الطائشة وخناجر الدس والتشكيك السياسى ولكنها تيقنت أنها تقفز من ظلام إلى ظلام وتندفع صوب مجهول غير واضح المعالم دون هدف واضح وظاهر سوى أوهام الرهان على ما يمكن أن يخبئه القدر لصالحهم، مع أن الأيام أثبتت لهم مرارا أن الأوهام هى أبعد الأشياء عن الحقيقة وأن واقع الحال على الأرض فى مصر ينطق بأن تباشير الخير بدأت تلوح فى الأفق.. ومهما تعالت صيحات الهستيريا وزاد النباح فى قنوات الفتنة والتحريض فإن الضمان الوحيد هو استمرار روح 30 يونيو فالشعب الذى لم ييأس أثناء حكم الجماعة لا يمكن أن ييأس بعد أن بدأ رحلة قطف ثمار الاستقرار.. والقادم أفضل بمشيئة الله! خير الكلام: لا تضيع وقتك فى مجادلة الحمقى.. فالغباء داء بلا دواء! [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله