مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى القمة العربية، التى عقدت فى تونس أمس الأول، كانت ضرورية ومهمة، لأن مصر هى رأس العالم العربى وقلبه، وبحضور مصر اكتملت الرسالة، التى كان لابد من إيصالها إلى العالم؛ بوجود صوت موحد للعالم العربي، حتى إن كان هذا الصوت لا يلبى طموحات وآمال الشعوب العربية. كان الرئيس السيسى محقا فى كلمته حينما أشار إلى أن القمة هى «نوبة إفاقة» للعالم العربي، ومحاولة لطى الصفحة الحزينة من تاريخ الأمة العربية، مشيرا إلى أن عناصر حل أزمات المنطقة معروفة ومتاحة، لكنها فقط تتطلب الإرادة السياسية، ونبذ الفرقة، وإعلاء شأن المصلحة الوطنية والقومية العليا. أعتقد أن الرسالة الواضحة والقوية، التى خرجت من القمة برفض المساس بعروبة القدس والجولان، كانت هى الرسالة الأهم من القمة العربية لكل دول العالم، فمن غير المقبول أن نطالب العالم بالتضامن فى تلك القضايا ولا نأخذ زمام المبادرة، ومن هنا تأتى أهمية هذه الرسالة فى هذا التوقيت. إعلان تونس، وتأكيد القادة العرب إدانتهم الإعلان الأمريكي، الذى صدر بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، ورفضهم هذا الإجراء شكلا وموضوعا، وكذا الحال بالنسبة للقدس، والرفض العربى القاطع لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، لتظل القدسالشرقية عاصمة لدولة فلسطينالمحتلة، هذه الإجراءات تقطع الطريق أمام أى محاولات أمريكية لتمرير صفقة القرن المزعومة إذا لم تحقق معايير العدالة والسلام العادل لكل شعوب المنطقة، وتضمن انسحاب إسرائيل من الأراضى التى احتلتها عام 1967 طبقا لمقررات الشرعية الدولية. من الضرورى أن تكون للزعماء العرب وقفة مع النفس، للاستفادة مما حدث فى الفترة الماضية، وتجنب أخطاء الماضي، والإيمان بوحدة المصير، بعيدا عن الرؤى الضيقة التى ثبت فشلها.