فى حملة مكافحة المخدرات والإدمان وضعت الدولة يدها على الجرح الغائر المدمر لطاقات الشباب المصرى، هذه المبادرة لا تقل أهمية عن 100 مليون صحة ولا برنامج تكافل وكرامة وتستهدف فئة مهمة عبث بها الكيف وتلاعب بها الشيطان . من المهم أن يتم التعاطى مع المشكلة بنظرة شاملة لا تكتفى بفصل المدمن من وظيفته ومضاعفة مشاكل أسرته قبل توفير فرص التعافى السرى له، ومن الضرورى النظر فى الأسباب الحقيقية التى جعلت المخدرات بأنواعها تنتشر فى الشارع المصرى، ومن بينها البطالة، وأيضا عمليات تهريب المخدرات، فضلا عن سهولة نقلها عبر وسائل سريعة مثل التوكتوك. نتمنى أن تسهم الجامعات ومراكز الأبحاث فى دعم الدولة بالدراسات وتحديد الأولويات والبؤر الأكثر نشاطا وكيفية العلاج، كما أن المدارس والأندية الرياضية والأحزاب السياسية والمنظمات المدنية ووسائل الإعلام معنية بالمشاركة الفعالة فى هذا التحدى القومى الكبير. نحتاج لتكثيف برامج التوعية ومضاعفة ميزانية صندوق مكافحة الإدمان ودعم المؤسسات الصحية الحكومية المتخصصة، كما نأمل تعميم تحليل المخدرات فى كل معاملات الجمهور وبشكل عشوائى خاصة مع السائقين فهذا عامل ردع كبير. وقد زرت فى مستشفيات جامعة المنصورة وحدة لم يمض على تأسيسها عام لمعالجة الإدمان بالتعاون مع وزارة التضامن الإجتماعى وقسم الطب النفسى، والحقيقة أن ما رأيته من نماذج المتعافين الذين تلقوا العلاج والرعاية الكاملة مجانا على يد متخصصين وأساتذة بكلية الطب يبعث على الفخر والأمل، هذه الوحدة بحاجة إلى التوسع لتصبح مركزا كبيرا ويفترض أن تمتد إليها يد المجتمع المدنى بالدعم والمساندة لأن تكلفة علاج الإدمان مرتفعة جدا والمستشفيات والمراكز الخاصة لا ترحم أحدا. لمزيد من مقالات إبراهيم العشماوى