لم يكن قرار ترامب باعتراف أمريكا بضم الهضبة إلى إسرائيل مفاجئاً.. الكل كان يتوقعه.. هذا رئيس مايقوله يفعله.. ليس مهماً أن تكون قراراته مسيسة.. أو تراعى أبسط قواعد اللياقة أو الدبلوماسية.. تصرفاته داخل أمريكا كما فى خارجها.. صدامات وحروب باردة وأخرى ساخنة على المستوى الاقتصادي.. المصيبة.. أن الكل يحل مشكلاته على حسابنا نحن العرب.. يحصلون على البترول وأمواله ويبيعون لنا السلاح لنتقاتل به.. ترامب لديه مشكلات داخلية ويلعب بجميع الأوراق للانتخابات المقبلة.. وكذا نيتانياهو الغارق فى الفساد، يبحث عن قشة للإنقاذ.. حاصرته الاتهامات كما طوقت عنق ترامب.. لم يكن امامهما مخرج سوى أرض وأموال العرب.. والسؤال .. هل ضاعت الجولان الآن فقط؟ قراءة الواقع العربى تقول إنها ضاعت كغيرها من الأراضى والقضايا، لأننا كعرب لانحسن استخدام أوراق اللعب.. مرة واحدة أصابت وبعدها خابت.. سلاح البترول فى حرب 1973.. الكل انتصر والجميع جنى الأرباح واستعاد القوة والكرامة.. بعدها اختلطت الأوراق، وتفرق الرفاق.. ولم يمسك العرب بالفرصة تلو الأخرى للملمة شملهم والانتصار لقضاياهم.. ماذا فعل العرب حينما تنمرت أمريكا للعراق، وحلت جيشه واستباحت أرضه، وقتلت قرابة المليون من شعبه؟ من أوعز للعرب طرد سوريا من الجامعة العربية، وتركها وحيدة.. تنهب إسرائيل منها جزءاً فى الجنوب.. وتحتل تركيا قسماً منها فى الشمال؟.. من شجع العرب على استدعاء حلف شمال الأطلنطى للتدخل العسكرى فى ليبيا عام 2011؟ من ينفخ فى نار الحرب فى اليمن وقبلها الصومال.. وحاليا السودان والجزائر؟ المال عربى والسلاح عربى والقاتل والمقتول عربي.. هل نفيق ونعلن وقف الحرب على جميع الجبهات وتحقيق المصالحة الشاملة دون شروط اليوم قبل الغد؟ السؤال للقمة العربية؟ لمزيد من مقالات أحمد عبدالحكم