المشكلة قديمة، وأيضا مزمنة، وليس لها حل، ولابد من تنازلات متبادلة، لكن الأقوي يرفض، فلماذا يتنازل، والأضعف يناور، لعل المعادلة تتغير، ولا شيء يتغير، فموازين القوي مختلة، وفي كل مواجهة، ينتصر الأقوي، وينهزم الأضعف، ويتدخل الوسطاء، لتثبيت الهدنة. وتمر الأيام، ومعها السنون، ويصبح الصراع عبثيا، فالأقوي يتمدد، والأضعف ينكمش، الأول يراكم أرباحه، والثاني يضاعف خسائره، ويصبح السؤال حتميا: ما جدوي الصراع إذا كانت النتيجة محسومة، ويستمر الجدل: الحق أم القوة، العدل أم المصلحة؟... وهذا هو حال البشر، في كل زمان ومكان، يتصارعون حول الحقوق، وعند تضارب المصالح، وبدافع الطمع، أنا أطمع فيما في يدك، وأنت تطمع فيما في يدي، وحب التملك غريزة بشرية، وهكذا تسيل دماء، ويسقط ضحايا، ويستمر الصراع، وتتعقد المشكلة. طرف يراهن علي القوة، وطرف يراهن علي الزمن، وبحسابات الربح والخسارة، الطرفان خاسران، فكل طرف لا يمكنه محو الآخر، والصراع المفتوح ثمنه فادح، وهنا لابد من تسوية شاملة ودائمة، تضمن الأمن للجميع، وأيضا الأمل في مستقبل أفضل. وحتي يتقبل الطرفان، مبدأ التسوية، وحتمية السلام والتعايش المشترك، سوف يستمر الصراع، سواء كان صراع حدود، أو صراع وجود، أو صراع مصالح، ويظل السؤال مطروحا: أيهما أفضل أن نحل المشكلة أم نتركها بلا حل، حتي تصبح كارثة. لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود