حددت دراسة للدكتور محمد غنيم تحت عنوان كيف تصبح مصر وطنا أفضل؟ ست عناصر لتحقيق هذا الهدف هي: حتمية التغيير الدستوري وقيام دولة مدنية تضمن حقوق المواطنة والحريات والتعدية وتداول السلطة و سيادة أحكام القانون والمساواة الكاملة أمامه دون تمييز وإقامة دولة العدالة الاجتماعية التي تعمل علي تحجيم التفاوت الطبقي وتضمن حقوق المواطنين في مجالات التعليم والصحة والتأمين ضد البطالة وتوفير المعاش الإنساني عند السن القانونية ثم التعليم وأولويته الأولي كمشروع قومي, وتغيير الخطاب السياسي الاسترضائي( الشعوبي) والخطاب الديني المغلق, وأخيرا الغذاء والماء وحتمية التوسع الأفقي في الزراعة وطرح الحلول العلمية لمجابهة مشكلة الفقر المائي المتوقع. ولا شك أن المقومات التي تجعلنا الأفضل لم تتغير ولكننا نسيناها لأن ما في أيدينا لا نشعر به إلا إذا فقدناه, فهذا هو الموقع الاستراتيجي الساحر, وعبقرية المكان, ونهر النيل العظيم الذي يجري في أرض خصبة بالخير والنماء لمئات الكيلومترات والسبعة ملايين فدان التي تعد من أجود الأراضي الزراعية في العالم وقناة السويس أهم شريان ملاحي في العالم, وبحيرة ناصر أكبر بحيرة صناعية في العالم والتي تكونت خلف السد العالي, والعديد من البحيرات الغنية بالموارد الطبيعية وتلك الثروات الضخمة من الغاز الطبيعي والبترول والمعادن التي تنتشر في صحاري وبحار مصر, بالإضافة إلي ما يزيد علي ألفي كيلو متر من الشواطئ الجميلة الممتدة علي البحرين الأبيض والأحمر في بانوراما سياحية رائعة, ونملك ثلث آثار العالم, والأكثر من ذلك طقس جميل ومناخا هادئا لا تهدده العواصف ولا الزلازل أو البراكين.. وأخيرا ذلك المعين الذي لا ينضب أبدا من الموارد البشرية الهائلة. إن لدينا كل المقومات التي تجعلنا الأفضل, فتوظيف مواردنا البشرية الضخمة يتطلب خطة قومية وبرنامجا يقوم بحصر وانتقاء الكفاءات وإعطائها المسئولية ومحاسبتها علي النتائج, فقوتنا البشرية الهائلة لم يجر بعد استغلالها, ولنا قدوة حسنة في الصين التي استطاعت أن تستغل قوتها البشرية الضخمة الاستغلال الأمثل وصارت القوة الثانية في العالم الاقتصادي, فمعرفة الموارد البشرية وكفاءتها ومعارفها ومهاراتها كافية لتحقيق تنمية بشرية شاملة تساعد في استغلال الطاقات الإنتاجية بشكل أفضل من ذي قبل. إن مصر مرشحة بقوة لشغل مكانها الذي تستحقه وهو يشكل فرصة تاريخية نادرة ونقلة نوعية فريدة تضع الإنسان المصري كفاعل أساسي, فهو مصدر متجدد للإبداع الفكري والمعرفي والمادي, ومن ثم أستطيع أن أجزم بأن مصر تستطيع فعل الكثير وأن تقفز أكثر.. ليس بالانعزال عن العالم ولكن بوضع خط تمايز بينها وبين العالم.. خط يؤكد قدراتها الذاتية وبالتالي تستعيد كل الفرص الضائعة منها علي مر التاريخ. د. حامد عبد الرحيم عيد الأستاذ بعلوم القاهرة