يبدو أن التعليم الجامعى لم يسلم من مافيا النصب والاحتيال، حيث استغل البعض حلم التعليم فى الخارج، الذى يداعب آلاف الطلبة والشباب فى الدول النامية بحثا عن مستوى أكاديمى أفضل، لكسب المال مما حول الحلم إلى كابوس مدمر بعد أن حول الطلبة من باحثين عن العلم إلى مهاجرين غير شرعيين. وأصبح مصيرهم الترحيل إلى بلادهم وأحلامهم مجهضة. فقد كشف موقع «وينر» الأمريكى المتخصص فى الأخبار والخدمات التعليمية عن ارتفاع معدلات النصب على الطلاب الذين يسعون للحصول على شهادات من جامعات خارج بلادهم. ويبدو أن النصب الجامعى تخصص أمريكى . ففى عام 2016، تم توجيه إنذار بالإغلاق إلى جامعة ديكينسون بولاية نورث داكوتا الأمريكية من قبل اللجنة العليا للتعليم، بعد اتهامها بمنح درجات علمية لطلبة من الصين وروسيا دون الحصول على الوثائق والأوراق الرسمية اللازمة. أما جامعة كنتاكى الأمريكية، فاضطرت إلى إبطال الدرجات العلمية التى منحتها إلى نصف الطلبة الأجانب الوافدين إليها من الهند، نظرا لأن الجهة المسئولة عن اختبار هؤلاء الطلبة تلاعبت بنتائج الاختبارات المؤهلة للالتحاق بالجامعة. وهو ما يعنى أن هؤلاء الطلبة غير لائقين أكاديميا للالتحاق بالجامعة. إلا أن ضحية هذه التلاعبات كان الطلبة فى المقام الأول، إثر تعرضهم لإجراءات كان لها أثر مدمر عليهم من سحب تراخيص الإقامة إلى ترحيلهم إلى بلادهم كمجرمين. والطريف أن بعض الجامعات الأمريكية سجلت حالات غش فجة فى أوراق القبول من وكالات اختبار الطلبة الأجانب القادمين من نيجيريا، حيث جاءت إجابات اختبارات الالتحاق كلها متطابقة مع حصول الطلبة على نفس الدرجات. أما أحدث حلقات مسلسل النصب الجامعى فى أمريكا، فكانت قضية اعتقال 600 فتاة هندية وترحيلهن إلى بلادهن، مما أثار غضب نيودلهى والجالية الهندية فى أمريكا. فقد اعتقلت السلطات الأمريكية600 طالبة دخلن الولاياتالمتحدة للاتحاق بجامعة وهمية تسمى «فارمنجتون» بولاية ميتشيجان الأمريكية. وأعلنت وزارة الداخلية الأمريكية إغلاق جامعة فارمنجتون التى كانت ستارا لعملية تهدف إلى الإيقاع بعصابات تعمل على تسهيل الهجرة غير الشرعية إلى الولاياتالمتحدة. وأكد الجانب الهندي، أن من يدير جامعة فارمنجتون هم عملاء سريون تابعون لوزارة الأمن الوطنى الأمريكية، لكشف عمليات الاحتيال ودفع أموال للهجرة إلى الولاياتالمتحدة والإقامة فيها. وقد تأسست هذه الجامعة المزيفةفى 2015 للإيقاع بالأجانب الذين سافروا إلى الولاياتالمتحدة بتأشيرات دراسية بنية الاستمرار فى الإقامة فيها، بحسب وسائل الإعلام الأمريكية. وأعلن موقع الجامعة أن رسوم تسجيل الطلبة هى 8500 دولار فى السنة للدراسات الأولية، و11 ألف دولار فى السنة للدراسات العليا. وقدم الموقع الأمريكى سلسلة من النصائح لتجنب التعرض للنصب فى مجال التعليم الجامعى خارج البلاد، ومن أهمها التحرى بدقة حول مدى صحة أوراق الجامعة، وما إذا كانت معتمدة من الجهات المختصة، وذلك للحد من الوقوع فى دائرة التلاعب.