أسوأ يوم فى حياة الموظف يوم يصل إلى سن المعاش ويفاجأ بترك وظيفته ومكتبه وزملائه فى العمل والحوافز والبدلات والمكافآت والاكتفاء بالمعاش الذى مهما يبلغ يقف عاجزا عن تدبير حاجات الحياة المتزايدة. أعطى المساحة للصديق الأديب مؤلف عدد من الكتب المحترمة الأستاذ إبراهيم عبد العزيز الذى واجه الحياة منذ أسابيع كمتقاعد على المعاش. تقول رسالته: أكتب إليكم عن تجربتى الخاصة وهى تجربة ملايين المصريين الذين أعطوا زهرة حياتهم للعمل ثم فوجئوا بأن مايتقاضونه بعد المعاش لايكفى شخصا واحدا، فما بالك بأسرة كاملة معلقة برقبته، وبينهم أبناء مازالوا فى مراحل التعليم، أو فى سن الزواج، فهل يحال الموظف إلى المعاش أم يحال من الحياة. كان أول ماخطر لى أن أرتب عمل بطاقة تموين أصبحت فى حاجة ماسة لها. ثم صدمنى أن من يتجاوز معاشه ألفا ومائتى جنيه لا بطاقة تموين له. واكتفيت ببطاقة الخبز الورقية التى حصلت عليها منذ بضعة أشهر، إلا أنه حين تجديدها الشهرى ألغاها مكتب التموين تنفيذا لتعليمات الوزير. ووجدت فى تصريح للوزير مايخالف ذلك ويقول إن الحكومة استثنت مقرر الخبز، ولكن مسئول التموين الذى حملت إليه تصريح الوزير قال لى بكل بساطة: إنه كلام جرائد! فهل هو حقيقة أم أنه كلام جرائد أن يحصل المواطن ولو على رغيف العيش ليشعر بشىء من الامتنان للحكومة، خاصة بعد أن حاصرته الأسعار خارج بيته وداخله بارتفاع فاتورة الغاز والكهرباء والمياه وغير ذلك الأدوية التى لا تفارق من على المعاش؟ عندى اقتراح أن تعطى الحكومة أصحاب المعاشات مستحقاتهم التى اقتطعت منهم طوال فترة خدمتهم، وبدلا من تقاضيهم لها بالتقسيط شهرا بشهر، يتقاضونها مرة واحدة لتصريف شئونهم وأسرهم، وبذلك تريح الحكومة وتستريح من شكوى أصحاب المعاشات، فما رأى الحكومة وأصحاب المعاشات أنفسهم المعنيين بالأمر؟ إبراهيم عبد العزيز موظف على المعاش بدرجة مدير تحرير. لست شخصيا مع الاقتراح الأخير، لكننى أتركه لأصحاب المعاشات. لمزيد من مقالات صلاح منتصر