بعد مرور 8 سنوات على ثورة »الياسمين« فى تونس التى ألقت بظلالها على كل جوانب الحياة فى هذا البلد الذى كان قبلة للسياحة الأوروبية والعربية لعقود طوال، يبدو أن تونس تسعى اليوم لاستغلال فرصة استضافة القمة العربية ال 30 على أراضيها الأحد المقبل لتنفض عن نفسها غبار ما لحق بوضعها الذى كان متميزا على خريطة السياحة والاقتصاد فى المنطقة. وتجمع القوى السياسية التونسية التى يشتد التنافس السياسى بينها هذه الأيام استعدادا للانتخابات الرئاسية والبرلمانية فى نوفمبر المقبل، على أن استضافة بلادهم للقمة حدث تاريخي، ويبدو أنها تعتبرها كذلك فرصة يجب ألا تضيع، من أجل إعادة طرح بلدهم سياسيا كهمزة وصل وطرف محايد بين الدول العربية، وأيضا كوجهة سياحية وثقافية واستثمارية متميزة وقادرة على جذب السياح والمستثمرين العرب. والزائر لتونس هذه الأيام يلحظ الاهتمام الكبير بالنظافة وتأمين الشوارع، وتنظيم البرامج والعروض الثقافية والفنية. ويتوقع المسئولون التونسيون استقبال نحو 6 آلاف شخص يشاركون فى القمة، كما يتوقعون أن يكون تمثيل معظم الدول العربية فى القمة تمثيلاً رفيعاً. وقد استعدت تونس مبكراً للقمة عبر تحركات دبلوماسية نشيطة فى العواصم العربية، وبتنسيق كبير مع الأمانة العامة للجامعة العربية، وبرفع مستوى الأمن والاستقرار، والنظافة واللمسات الجمالية، ليتركوا أثرا إيجابيا فى نفوس المشاركين فى القمة، حيث أعلن المسئولون التونسيون اكتمال الاستعدادات والاجراءات التنظيمية لتأمين كل الاجراءات وحسن استقبال الوفود وتسهيل عمل الإعلاميين، وإطلاق موقع الكترونى رسمى للقمة، وذلك لإنجاح القمة الثلاثين. ومن المعروف أن الاجتماعات التحضيرية ستعقد فى مقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب فى منطقة البحيرة بالعاصمة تونس التى تطل على ضفاف البحر المتوسط، بينما يحتضن قصر المؤتمرات اجتماعات القادة العرب، وقد زار الرئيس التونسى الباجى قايد السبسى القصر مؤخرا، لتفقد أعمال تجديده. وكان السبسى قد قال إن تونس ستنجح فى استضافة القمة العربية، مؤكدا أن كل الأطراف فى تونس مجندة لهذه المهمة، وأن جميع التونسيين سيكونون على مستوى هذا الحدث التاريخي.